733
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

ويُصيبُ الماءَ ، فَيَشرَبُ هُوَ وأصحابُهُ ، فَانظُر إذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي فَامنَعهُم مِن حَفرِ الآبارِ مَا استَطَعتَ ، وضَيِّق عَلَيهِم ، ولا تَدَعهُم أن يَذوقوا مِنَ الماءِ قَطرَةً ، وَافعَل بِهِم كَما فَعَلوا بِالزَّكِيِّ عُثمانَ وَالسَّلامُ .
فَضَيَّقَ عَلَيهِمُ ابنُ سَعدٍ غايَةَ التَّضييقِ . ۱

۷۸۵.الفتوح - في ذِكرِ الإِمامِ عليه السلام حينَ مُنِعَ مِن الوُصولِ إلَى الماءِ - : فَاشتَدَّ العَطَشُ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، وكادوا أن يَموتوا عَطَشاً . ۲

۷۸۶.بستان الواعظين : رَأَيتُ في كِتابِ التَّعازي وَالعَزاءِ مِن وَضعِ أبي مُحَمَّدٍ عَبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدٍ البللورِيِّ : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام استَسقى‏ ماءً حينَ قُتِلَ ، فَمُنِعَ مِنهُ ، وقُتِلَ وهُوَ عَطشانُ ، وأتَى اللَّهَ حَتّى‏ سَقاهُ مِن شَرابِ الجَنَّةِ . ۳

۱ / ۱۲

دَورُ العَبّاسِ في إيصالِ الماءِ إلى‏ عَسكَرِ الإِمامِ عليه السلام‏

۷۸۷.الأخبار الطوال : ولَمَّا اشتَدَّ بِالحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ العَطَشُ أمَرَ أخاهُ العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام - وكانَت اُمُّهُ مِن بَني عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ - أن يَمضِيَ في ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ قِربَةٌ حَتّى‏ يَأتُوا الماءَ ، فَيُحارِبوا مَن حالَ بَينَهُم وبَينَهُ ، فَمَضَى العَبّاسُ عليه السلام نَحوَ الماءِ ، وأمامَهُم نافِعُ بنُ هِلالٍ حَتّى‏ دَنَوا مِنَ الشَّريعَةِ ، فَمَنَعَهُم عَمرُو بنُ الحَجّاجِ ، فَجالَدَهُمُ ۴ العَبّاسُ عليه السلام عَلَى الشَّريعَةِ بِمَن مَعَهُ حَتّى‏ أزالوهُم عَنها ، وَاقتَحَمَ رَجّالَةُ الحُسَينِ عليه السلام الماءَ ، فَمَلَؤوا قِرَبَهُم ، ووَقَفَ العَبّاسُ عليه السلام في أصحابِهِ يَذُبّونَ عَنهُم ، حَتّى‏ أوصَلُوا الماءَ إلى‏ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام . ۵

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۱ وفيه ذيله من «فكتب» .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ .

3.بستان الواعظين : ص ۲۶۳ ح ۴۱۹ .

4.جالَدَهم : ضارَبَهم (لسان العرب : ج ۳ ص ۱۲۵ «جلد») .

5.الأخبار الطوال: ص‏۲۵۵، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج‏۶ ص‏۲۶۲۷ وراجع: المنتظم: ج‏۵ ص‏۳۳۶.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
732

ألا تَنظُرُ إلَى الماءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ السَّماءِ ! وَاللَّهِ ، لا تَذوقُ مِنهُ قَطرَةً حَتّى‏ تَموتَ عَطَشاً !!
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : اللَّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشاً ، ولا تَغفِر لَهُ أبَداً .
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللَّهِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى‏ بَغِرَ ۱ ، ثُمَّ يَقي‏ءُ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ حَتّى‏ يَبغَرَ فَما يَروى‏ ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى‏ لَفَظَ عَصَبَهُ ، يَعني نَفسَهُ . ۲

۷۸۳.الأخبار الطوال : وَرَدَ كِتابُ ابنِ زِيادٍ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ أنِ امنَعِ الحُسَينَ وأصحابَهُ الماءَ ، فَلا يَذوقوا مِنهُ حُسوَةً ۳ ، كَما فَعَلوا بِالتَّقِيِّ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
فَلَمّا وَرَدَ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ذلِكَ أمَرَ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ أن يَسيرَ في خَمسِمِئَةِ راكِبٍ ، فَيُنيخَ عَلَى الشَّريعَةِ ، ويَحولوا بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، وذلِكَ قَبلَ مَقتَلِهِ بِثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَمَكَثَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام عَطاشى‏ . ۴

۷۸۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : رَجَعَت تِلكَ الخَيلُ [أيِ الخَيلُ الَّتي أرسَلَهَا ابنُ سَعدٍ لِمَنعِ قَومٍ مِن بَني أَسدٍ ]حَتّى‏ نَزَلَت عَلَى الفُراتِ ، وحالوا بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، فَأَضَرَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام وبِمَن مَعَهُ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام فَأساً وجاءَ إلى وَراءِ خَيمَةِ النِّساءِ ، فَخَطا عَلَى الأَرضِ تِسعَ عَشرَةَ خُطوَةً نَحوَ القِبلَةِ ، ثُمَّ احتَفَرَ هُنالِكَ ، فَنَبَعَت لَهُ هُناكَ عَينٌ مِنَ الماءِ العَذبِ ، فَشَرِبَ الحُسَينُ عليه السلام وشَرِبَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم ، ومَلَؤوا أسقِيَتَهُم ، ثُمَّ غارَتِ العَينُ ، فَلَم يُرَ لَها أثَرٌ .
وبَلَغَ ذلِكَ عُبَيدَ اللَّهِ ، فَكَتَبَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : بَلَغَني أنَّ الحُسَينَ يَحفِرُ الآبارَ ،

1.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا ريّ . بَغِرَ بَغراً : إذا أكثر من الماء فلم يرو (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۹ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

3.الحُسْوَةُ : الجَرعة من الشراب بقدر ما يُحسى مرّة واحدة (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۷ «حسا») .

4.الأخبار الطوال : ص ۲۵۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8283
صفحه از 850
پرینت  ارسال به