731
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۷۸۱.أنساب الأشراف : قالَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ لِلحُسَينِ عليه السلام : إنَّ هاهُنا حَيّاً مِن بَني أسَدٍ أعراباً يَنزِلونَ النَّهرَينِ ، ولَيسَ بَينَنا وبَينَهُم إلّا رَوحَةٌ ، أفَتَأذَنُ لي في إتيانِهِم ودُعائِهِم ، لَعَلَّ اللَّهَ أن يَجُرَّ بِهِم إلَيكَ نَفعاً أو يَدفَعَ عَنكَ مَكروهاً ؟ فَأَذِنَ لَهُ في ذلِكَ فَأَتاهُم ، فَقالَ لَهُم :
إنّي أدعوكُم إلى‏ شَرَفِ الآخِرَةِ وفَضلِها وجَسيمِ ثَوابِها ، أنَا أدعوكُم إلى‏ نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكُم ، فَقَد أصبَحَ مَظلوماً ، دَعاهُ أهلُ الكوفَةِ لِيَنصُروهُ ، فَلَمّا أتاهُم خَذَلوهُ ، وعَدَوا عَلَيهِ لِيَقتُلوهُ ، فَخَرَجَ مَعَهُم مِنهُم سَبعونَ .
وأتى‏ عُمَرَ بنَ سَعدٍ رَجُلٌ مِمَّن هُناكَ يُقالُ لَهُ : جَبَلَةُ بنُ عَمرٍو ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُم ، فَوَجَّهَ أزرَقَ بنَ الحارِثِ الصَّيداوِيَّ في خَيلٍ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَ الحُسَينِ ، ورَجَعَ ابنُ مُظَهِّرٍ إلَى الحُسَينِ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ كَثيراً . ۱

۱ / ۱۱

مَنعُ الماء عن الإِمامِ عليه السلام وأصحابِهِ فِي السّابِعِ مِنَ المُحَرَّمِ‏

۷۸۲.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم الأزدي : جاءَ مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ كِتابٌ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ :
أمّا بَعدُ ، فَحُل بَينَ الحُسَينِ وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، ولا يَذوقوا مِنهُ قَطرَةً ، كَما صُنِعَ بِالتَّقِيِّ الزَّكِيِّ المَظلومِ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
قالَ : فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ عَلى‏ خَمسِمِئَةِ فارِسٍ ، فَنَزَلوا عَلَى الشَّريعَةِ ، وحالوا بَينَ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ أن يُسقَوا مِنهُ قَطرَةً ، وذلِكَ قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام بِثَلاثٍ .
قالَ : ونازَلَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبي حُصَينٍ الأَزدِيُّ ۲ - وعِدادُهُ في بَجيلَةَ - فَقالَ : يا حُسَينُ ،

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۸ .

2.في أنساب الأشراف وتذكرة الخواصّ : «عبد اللَّه بن حصن الأزديّ» ، وفي الإرشاد وإعلام الورى : «عبد اللَّه بن الحصين الأزديّ» ، وفي روضة الواعظين : «عبد الرحمن بن الحصين الأزديّ» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
730

نُصرَةِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ فَإِنَّهُ في عِصابَةٍ مِنَ المُؤمِنينَ ، الرَّجُلُ مِنهُم خَيرٌ مِن ألفِ رَجُلٍ ، لَن يَخذُلوهُ ولَن يُسلِموهُ وفيهِم عَينٌ نَظَرَت ، وهذا عُمَرُ بنُ سَعدٍ قَد أحاطَ بِهِ فِي اثنَينِ وعِشرينَ ألفٍ ، وأنتُم قَومي وعَشيرَتي ، وقَد جِئتُكُم بِهذِهِ النَّصيحَةِ ، فَأَطيعونِي اليَومَ في نُصرَتِهِ تَنالوا ۱ غَداً شَرَفاً فِي الآخِرَةِ ؛ فَإِنّي اُقسِمُ بِاللَّهِ ، أنَّهُ لا يُقتَلُ مِنكُم رَجُلٌ مَعَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله صابِراً مُحتَسِباً إلّا كانَ رَفيقَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله في أعلى‏ عِلِّيّينَ .
قالَ : فَوَثَبَ رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَهُ بِشرُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَقالَ : وَاللَّهِ ، أنَا أوَّلُ مَن أجابَ إلى‏ هذِهِ الدَّعوَةِ : ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :

قَد عَلِمَ القَومُ إذا تَواكَلواوأحجَمَ الفُرسانُ أو تَناصَلوا
إنّي شُجاعٌ بَطَلٌ مُقاتِلُ‏كَأَنَّني لَيثٌ عَرينٌ باسِلُ‏
قالَ : ثُمَّ تَبادَرَ رِجالُ الحَيِّ مَعَ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ الأَسَدِيِّ .
قالَ : وخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الحَيِّ في ذلِكَ الوَقتِ حَتّى‏ صارَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ في جَوفِ الَّليلِ ، فَخَبَّرَهُ بِذلِكَ .
فَدَعا رَجُلاً مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ الأَزرَقُ بنُ حَربٍ الصَّيداوِيُّ ، فَضَمَّ إلَيهِ أربَعَةَ آلافِ فارِسٍ ، ووَجَّهَ بِهِ في جَوفِ اللَّيلِ إلى‏ حَيِّ بَني أسَدٍ مَعَ الرَّجُلِ الَّذي جاءَ بِالخَبَرِ .
قالَ : فَبَينَمَا القَومُ في جَوفِ اللَّيلِ قَد أقبَلوا يُريدونَ مُعَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، إذِ استَقبَلَهُم جُندُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلى‏ شاطِئِ الفُراتِ ، قالَ : فَتَناوَشَ القَومُ بَعضُهُم بَعضاً ، وَاقتَتَلوا قِتالاً شَديداً ، وصاحَ بِهِ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : وَيلَكَ يا أزرَقُ ! ما لَكَ ولَنا ؟ دَعنا ! قالَ : وَاقتَتَلوا قِتالاً شَديداً . فَلَمّا رَأَى القَومُ بِذلِكَ انهَزَموا راجِعينَ إلى‏ مَنازِلِهِم .
فَرَجَعَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَأَعلَمَهُ بِذلِكَ الخَبَرِ ، فَقالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۲

1.في المصدر: «تنالون» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصدرَينِ الآخَرين .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۳ نحوه وفيه «عبد اللَّه بن بشر» بدل «بشر بن عبيد اللَّه» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8281
صفحه از 850
پرینت  ارسال به