729
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

بِالضَّعفِ وَالعَجزِ ، فَلا تُعطِهِ هذِهِ المَنزِلَةَ ، فَإِنَّها مِنَ الوَهَنِ ، ولكِن لِيَنزِل عَلى‏ حُكمِكَ هُوَ وأصحابُهُ ، فَإِن عاقَبتَ فَأَنتَ أولى‏ بِالعُقوبَةِ ، وإن عَفَوتَ كانَ ذلِكَ لَكَ .
قالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : نِعمَ ما رَأَيتَ ، الرَّأيُ رَأيُكَ ، اخرُج بِهذَا الكِتابِ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَليَعرِض عَلَى الحُسَينِ وأصحابِهِ النُّزولَ عَلى‏ حُكمي ، فَإِن فَعَلوا فَليَبعَث بِهِم إلَيَّ سِلماً ، وإن هُم أبَوا فَليُقاتِلهُم ، فَإِن فَعَلَ فَاسمَع لَهُ وأطِع ، وإن أبى‏ أن يُقاتِلَهُم فَأَنتَ أميرُ الجَيشِ ، وَاضرِب عُنُقَهُ ، وَابعَث إلَيَّ بِرَأسِهِ ... .
فَأَقبَلَ شِمرٌ بِكِتابِ عُبَيدِ اللَّهِ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِ وقَرَأَهُ ، قالَ لَهُ عُمَرُ : ما لَكَ وَيلَكَ ؟ لا قَرَّبَ اللَّهُ دارَكَ ، قَبَّحَ اللَّهُ ما قَدِمتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَاللَّهِ ، إنّي لَأَظُنُّكَ أنَّكَ نَهَيتَهُ أن يَقبَلَ ما كَتَبتُ بِهِ إلَيهِ ، وأفسَدتَ عَلَينا أمرَنا . ۱

۱ / ۱۰

جُهودُ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ لِنُصرَةِ الإِمامِ عليه السلام‏

۷۸۰.الفتوح : اِلتَأَمَتِ العَساكِرُ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ لِسِتٍّ مَضَينَ مِنَ المُحَرَّمِ .
وأقبَلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : هاهُنا حَيٌّ مِن بَني أسَدٍ بِالقُربِ مِنّي أوَ تَأذَنُ لي أن أسيرَ إلَيهِم أدعوهُم إلى‏ نُصرَتِكَ ، فَعَسَى اللَّهُ أن يَدفَعَ بِهِم عَنكَ بَعضَ ما تَكرَهُ !
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : قَد أذِنتُ لَكَ يا حَبيبُ .
قالَ : فَخَرَجَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ في جَوفِ اللَّيلِ مُنكَراً حَتّى‏ صارَ إلى‏ اُولئِكَ القَومِ ، فَحَيّاهُم وحَيَّوهُ ، وعَرَفوا أنَّهُ مِن بَني أسَدٍ ، فَقالوا : ما حاجَتُكَ يَابنَ عَمٍّ ؟
فَقالَ : حاجَتي إلَيكُم قَد أتَيتُكُم بِخَيرِ ما أتى‏ بِهِ وافِدٌ إلى‏ قَومٍ ، أتَيتُكُم أدعوكُم إلى‏

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۸۷ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۹ وراجع : مثير الأحزان : ص ۵۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
728

فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : نِعمَ ما رَأَيتَ ! الرَّأيُ رَأيُكَ . ۱

۷۷۸.المناقب لابن شهرآشوب : أقبَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في أربَعَةِ آلافٍ حَتّى‏ نَزَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام ، وبَعَثَ مِن غَدِهِ قُرَّةَ بنَ قَيسٍ الحَنظَلِيَّ يَسأَلُهُ مَا الَّذي جاءَ بِهِ ؟ فَلَمّا بَلَّغَ رِسالَتَهُ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَتَبَ إلَيَّ أهلُ مِصرِكُم أن أقدَمَ ، فَأَمّا إذا كَرِهتُموني فَأَنَا أنصَرِفُ عَنكُم .
فَلَمّا سَمِعَ عُمَرُ جَوابَهُ كَتَبَ إلَى ابنِ زِيادٍ بِذلِكَ ، فَلَمّا رَأَى ابنُ زِيادٍ كِتابَهُ قالَ :

الآنَ إذ عَلِقَت مَخالِبُنا بِهِ‏يَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ‏
وكَتَبَ إلى‏ عُمَرَ : اِعرِض عَلَى الحُسَينِ أن يُبايِعَ يَزيدَ وجَميعُ أصحابِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَأَينا رَأيَنا ، وإن أبى‏ فَائتِني بِهِ . ۲

۷۷۹.الإرشاد عن حميد بن مسلم : لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام نُزولَ العَساكِرِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِنينَوى‏ ومَدَدَهُم لِقِتالِهِ أنفَذَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : إنّي اُريدُ أن ألقاكَ ، فَاجتَمَعا لَيلاً ، فَتَناجَيا طَويلاً ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلى‏ مَكانِهِ ، وكَتَبَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَد أطفَأَ النّائِرَةَ ، وجَمَعَ الكَلِمَةَ ، وأصلَحَ أمرَ الاُمَّةِ ، هذا حُسَينٌ قَد أعطاني أن يَرجِعَ إلَى المَكانِ الَّذي أتى‏ مِنهُ ، أو أن يَسيرَ إلى‏ ثَغرٍ مِنَ الثُّغورِ ، فَيَكونَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ ، لَهُ ما لَهُم ، وعَلَيهِ ما عَلَيهِم ، أو أن يَأتِيَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ ، فَيَضَعَ يَدَهُ في يَدِهِ ، فَيَرى‏ فيما بَينَهُ وبَينَهُ رَأيَهُ ، وفي هذا لَكُم رِضىً ولِلاُمَّةِ صَلاحٌ .
فَلَمّا قَرَأَ ، عُبَيدُ اللَّهِ الكِتابَ قالَ : هذا كِتابُ ناصِحٍ مُشفِقٍ عَلى‏ قَومِهِ .
فَقامَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَقالَ : أتَقبَلُ هذا مِنهُ وقَد نَزَلَ بِأَرضِكَ وإلى‏ جَنبِكَ ؟ وَاللَّهِ ، لَئِن رَحَلَ مِن بِلادِكَ ولَم يَضَعَ يَدَهُ في يَدِكَ لَيَكونَنَّ أولى‏ بِالقُوَّةِ ، ولَتَكونَنَّ أولى‏

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۶ وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۵ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۰ .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۷ وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۶ .

تعداد بازدید : 8734
صفحه از 850
پرینت  ارسال به