723
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

اللَّهِ بنِ زِيادٍ يُخبِرُهُ أنَّ الحُسَينَ نَزَلَ بِأَرضِ كَربَلاءَ ، قالَ : فَكَتَبَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام : أمّا بَعدُ يا حُسَينُ ، فَقَد بَلَغَني نُزولُكَ بِكَربَلاءَ ، وقَد كَتَبَ إلَيَّ أميرُ المُؤمِنينَ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ أن لا أتَوَسَّدَ الوَثيرَ ۱ ولا أشبَعَ مِنَ الخُبزِ أو اُلحِقَكَ بَاللَّطيفِ الخَبيرِ ، أو تَرجِعَ إلى‏ حُكمي وحُكمِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ قَرَأَهُ الحُسَينُ عليه السلام ، ثُمَّ رَمى‏ بِهِ ، ثُمَّ قالَ : لا أفلَحَ قَومٌ آثَروا مَرضاةَ أنفُسِهِم عَلى‏ مَرضاةِ الخالِقِ . فَقالَ لَهُ الرَّسولُ : أبا عَبدِ اللَّهِ ، جَوابُ الكِتابِ ؟
قالَ : ما لَهُ عِندي جَوابٌ ؛ لِأَنَّهُ قَد حَقَّت عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ .
فَقالَ الرَّسولُ لِابنِ زِيادٍ ذلِكَ ، فَغَضِبَ مِن ذلِكَ أشَدَّ الغَضَبِ . ۲

۱ / ۸

لِقاءُ الإِمامِ عليه السلام وَابنِ سَعدٍ بَينَ العَسكَرَينِ‏

۷۷۱.تاريخ الطبري : قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني أبو جَنَابٍ عَن هانِئِ بنِ ثُبَيتٍ الحَضرَمِيِّ - وكانَ قَد شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام - قالَ : بَعَثَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَمرَو بنَ قَرَظَةَ بنِ كَعبٍ الأَنصارِيَّ : أنِ القَنِي اللَّيلَ بَينَ عَسكَري وعَسكَرِكَ .
قالَ : فَخَرَجَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في نَحوٍ مِن عِشرينَ فارِساً ، وأقبَلَ حُسَينٌ عليه السلام في مِثلِ ذلِكَ ، فَلَمَّا التَقَوا أمَرَ حُسَينٌ عليه السلام أصحابَهُ أن يَتَنَحَّوا عَنهُ ، وأمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أصحابَهُ بِمِثلِ ذلِكَ .
قالَ : فَانكَشَفنا عَنهُما بِحَيثُ لا نَسمَعُ أصواتَهُما ولا كَلامَهُما ، فَتَكَلَّما فَأَطالا حَتّى‏ ذَهَبَ مِنَ اللَّيلِ هَزيعٌ ۳ ، ثُمَّ انصَرَفَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما إلى‏ عَسكَرِهِ بِأَصحابِهِ .

1.الوَثيرُ : الفِراشُ الوطي‏ء (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۴ «وثر») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۸۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۹ ، مطالب السؤول : ص ۷۵ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۹ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۳ .

3.هَزيعٌ من الليل : أي طائفة منه ، نحو ثلثه أو ربعه (النهاية : ج ۵ ص ۲۶۲ «هزع») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
722

يَستَسلِمَ ، فَيَمضوا ۱ بِهِ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَيَرى‏ رَأيَهُ فيهِ ، ويُنفِذَ فيهِ حُكمَ يَزيدَ. ۲

۷۶۸.إعلام الورى : نَزَلَ [الإِمامُ الحُسَينُ عليه السلام‏] وذلِكَ في يَومِ الخَميسِ ، الثّاني مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى‏ وسِتّينَ ، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ قَدِمَ عَلَيهِم عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ ، فَنَزَلَ نِينَوى‏ ، فَبَعَثَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، عُروَةَ بنَ قَيسٍ الأَحمَسِيَّ ، فَقالَ لَهُ : فَأتِهِ فَسَلهُ مَا الَّذي جاءَ بِكَ ؟ وكانَ عُروَةُ مِمَّن كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَاستَحيى‏ مِنهُ أن يَأتِيَهُ ، فَعَرَضَ ذلِكَ عَلَى الرُّؤَساءِ ، فَكُلُّهُم أبى‏ ذلِكَ لِمَكانِ أنَّهُم كاتَبوهُ ، فَدَعا عُمَرُ قُرَّةَ بنَ قَيسٍ الحَنظَلِيَّ فَبَعَثَهُ ، فَجاءَ ، فَسَلَّمَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَبَلَّغَهُ رِسالَةَ ابنِ سَعدٍ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَتَبَ إلَيَّ أهلُ مِصرِكُم هذا أن أقدَمَ ، فَأَمّا إذا كَرِهوني فَأَنَا أنصَرِفُ عَنكُم . ۳

۷۶۹.الملهوف : قالَ الرّاوي : ونَدَبَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ أصحابَهُ إلى‏ قِتالِ الحُسَينِ عليه السلام فَاتَّبَعوهُ ، وَاستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطاعوهُ ، وَاشتَرى‏ مِن عُمَرَ بنِ سَعدٍ آخِرَتَهُ بِدُنياهُ ، ودَعاهُ إلى‏ وِلايَةِ الحَربِ فَلَبّاهُ ، وخَرَجَ لِقِتالِ الحُسَينِ عليه السلام في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ ، وأتبَعَهُ ابنُ زِيادٍ بِالعَساكِرِ ، حَتّى‏ تَكامَلَت عِندَهُ إلى‏ سِتِّ لَيالٍ خَلَونَ مِنَ المُحَرَّمِ عِشرونَ ألفاً ، فَضَيَّقَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ نالَ مِنهُ العَطَشُ ومِن أصحابِهِ . ۴

۱ / ۷

كِتابُ ابنِ زِيادٍ إلَى الإِمامِ عليه السلام وَامتِناعُهُ عَنِ الجَوابِ‏

۷۷۰.الفتوح : أقبَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ حَتّى‏ نَزَلَ حِذاءَ الحُسَينِ عليه السلام في ألفِ فارِسٍ ، ثُمَّ كَتَبَ إلى‏ عُبَيدِ

1.في الطبعة المعتمدة : «فمضوا» ، والتصويب من طبعة النجف .

2.. تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

3.إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۱ .

4.الملهوف : ص ۱۴۵ وراجع : كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۹۲ و ص ۲۵۹ ومطالب السؤول : ص ۷۲ و ص ۷۵ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8080
صفحه از 850
پرینت  ارسال به