721
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

وَاللَّهِ ، لا تَمُسُّهُ ، فَقالَ لَهُ : أخبِرني ما جِئتَ بِهِ وأنَا اُبلِغُهُ عَنكَ ، ولا أدَعُكَ تَدنو مِنهُ ، فَإِنَّكَ فاجِرٌ ، قالَ : فَاستَبّا .
ثُمَّ انصَرَفَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، قالَ : فَدَعا عُمَرُ قُرَّةَ بنَ قَيسٍ الحَنظَلِيَّ ، فَقالَ لَهُ : وَيحَكَ يا قُرَّةُ ! اِلقَ حُسَيناً فَسَلهُ ما جاءَ بِهِ ؟ وماذا يُريدُ ؟
قالَ : فَأَتاهُ قُرَّةُ بنُ قَيسٍ، فَلَمّا رَآهُ الحُسَينُ عليه السلام مُقبِلاً قالَ : أتَعرِفونَ هذا ؟ فَقالَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : نَعَم ، هذا رَجُلٌ مِن حَنظَلَةَ تَميمِيٌّ ، وهُوَ ابنُ اُختِنا، ولَقَد كُنتُ أعرِفُهُ بِحُسنِ الرَّأيِ ، وما كُنتُ أراهُ يَشهَدُ هذَا المَشهَدَ ، فَجاءَ حَتّى‏ سَلَّمَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وأبلَغَهُ رِسالَةَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ إلَيهِ لَهُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَتَبَ إلَيَّ أهلُ مِصرِكُم هذا أن أقدَمَ ، فَأَمّا إذ كَرِهوني فَأَنَا أنصَرِفُ عَنهُم ، قالَ : ثُمَّ قالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : وَيحَكَ يا قُرَّةَ بنَ قَيسٍ ! أنّى‏ تَرجِعُ إلَى القَومِ الظّالِمينَ ! اُنصُر هذَا الرَّجُلَ الَّذي ، بِآبائِهِ أيَّدَكَ اللَّهُ بِالكَرامَةِ وإيّانا مَعَكَ ، فَقالَ لَهُ قُرَّةُ : أرجِعُ إلى‏ صاحِبي بِجَوابِ رِسالَتِهِ ، وأرى‏ رَأيي .
قالَ : فَانصَرَفَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : إنّي لَأَرجو أن يُعافِيَنِي اللَّهُ مِن حَربِهِ وقِتالِهِ . ۱

۷۶۷.تاريخ اليعقوبي : وَجَّهَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، لَمّا بَلَغَهُ قُربُهُ [أيِ الحُسَينِ عليه السلام‏] مِنَ الكوفَةِ ، بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ ، فَمَنَعَهُ مِن أن يَعدِلَ ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيهِ بِعُمَرَ بنِ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ في جَيشٍ ، فَلَقِيَ الحُسَينَ عليه السلام بِمَوضِعٍ عَلَى الفُراتِ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، وكانَ الحُسَينُ عليه السلام فِي اثنَينِ وسِتّينَ ، أوِ اثنَينِ وسَبعينَ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ ، وعُمَرُ بنُ سَعدٍ في أربَعَةِ آلافٍ ، فَمَنَعوهُ الماءَ ، وحالوا بَينَهُ وبَينَ الفُراتِ ، فَناشَدَهُمُ اللَّهَ عزّ وجلّ ، فَأَبَوا إلّا قِتالَهُ أو

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۰ ، الفتوح : ج ۵ ص ۸۶ وفيه «فلان بن عبد اللَّه السبيعي» بدل «كثير بن عبد اللَّه الشعبي» ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۰ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۹ كلّها نحوه وفي الأخيرين «عروة بن قيس» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۴ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
720

الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ الكِندِيُّ أيضاً في ألفِ فارِسٍ ، وكَتَبَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلَى النّاسِ ، وأمَرَهُم أن يَسمَعوا لَهُ ويُطيعوهُ . ۱

۷۶۵.إثبات الوصيّة : تَوَجَّهَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ - لَعَنَهُ اللَّهُ - بِالجُيوشِ مِن قِبَلِ يَزيدَ في ثَمانِيَةٍ وعِشرينَ ألفاً . ۲

۱ / ۶

وُصولُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ إلى‏ كَربَلاءَ

۷۶۶.تاريخ الطبري عن عمّار بن عبد اللَّه بن يسار الجهني : أقبَلَ [عُمَرُ بنُ سَعدٍ] في أربَعَةِ آلافٍ حَتّى‏ نَزَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام مِنَ الغَدِ مِن يَومَ نَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام نِينَوى‏ .
قالَ : فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام عَزرَةَ بنَ قَيسٍ الأَحمَسِيَّ ، فَقالَ : اِيتِهِ فَسَلهُ مَا الَّذي جاءَ بِهِ ؟ وماذا يُريدُ ؟ وكانَ عَزرَةُ مِمَّن كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَاستَحيى‏ مِنهُ أن يَأتِيَهُ .
قالَ : فَعَرَضَ ذلِكَ عَلَى الرُّؤَساءِ الَّذينَ كاتَبوهُ ، فَكُلُّهُم أبى‏ وكَرِهَهُ .
قالَ : وقامَ إلَيهِ كَثيرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الشَّعبِيُّ - وكانَ فارِساً شُجاعاً لَيس يَرُدُّ وَجهَهُ شَي‏ءٌ - فَقالَ : أنَا أذهَبُ إلَيهِ ، وَاللَّهِ ، لَئِن شِئتَ لَأَفتِكَنَّ بِهِ ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : ما اُريدُ أن يُفتَكَ بِهِ ، ولكِنِ ائتِهِ فَسَلهُ مَا الَّذي جاءَ بِهِ ؟
قالَ : فَأَقبَلَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَآهُ أبو ثُمامَةَ الصّائِدِيُّ ، قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : أصلَحَكَ اللَّهُ أبا عَبدِ اللَّهِ ! قَد جاءَكَ شَرُّ أهلِ الأَرضِ وأجرَؤُهُ عَلى‏ دَمٍ وأفتَكُهُ . فَقامَ إلَيهِ ، فَقالَ : ضَع سَيفَكَ ، قالَ : لا وَاللَّهِ ، ولا كَرامَةَ ، إنَّما أنَا رَسولٌ ، فَإِن سَمِعتُم مِنّي أبلَغتُكُم ما اُرسِلتُ بِهِ إلَيكُم ، وإن أبَيتُمُ انصَرَفتُ عَنكُم ، فَقالَ لَهُ : فَإِنّي آخِذٌ بِقائِمِ سَيفِكَ ، ثُمَّ تَكَلَّم بِحاجَتِكَ ، قالَ : لا

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۹ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۵ ح ۱ .

2.إثبات الوصيّة : ص ۱۷۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8591
صفحه از 850
پرینت  ارسال به