719
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الحُسَينَ عليه السلام مُغيثاً لَهُ ، ورَتَّبَ المَسالِحَ ۱ حَولَها ، وجَعَلَ عَلى‏ حَرَسِ الكوفَةِ وَالعَسكَرِ زَحرَ بنَ قَيسٍ الجُعِفيَّ ، ورَتَّبَ بَينَهُ وبَينَ عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ خَيلاً مُضَمَّرَةً ۲ مُقَدَّحَةً ۳ ، فَكانَ خَبرُما قِبَلَهُ يَأتيهِ في كُلِّ وَقتٍ. ۴

۷۶۳.المناقب لابن شهرآشوب : جَهَّزَ ابنُ زِيادٍ عَلَيهِ خَمساً وثَلاثينَ ألفاً ، فَبَعَثَ الحُرَّ في ألفِ رَجُلٍ مِنَ القادِسِيَّةِ ، وكَعبَ بنَ طَلحَةَ في ثَلاثَةِ آلافٍ ، وعُمَرَ بنَ سَعدٍ في أربَعَةِ آلافٍ ، وشِمرَ بنَ ذِي الجَوشَنِ السَّلولِيَّ في أربَعَةِ آلافٍ مِن أهلِ الشّامِ ، ويَزيدَ بنَ رَكّابٍ الكَلبِيَّ في ألفَينِ ، وَالحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ السَّكونِيَّ في أربَعَةِ آلافٍ ، ومُضايِرَ بنَ رَهينَةَ المازِنِيَّ في ثَلاثَةِ آلافٍ ، ونَصرَ بنَ حَرَشَةَ في ألفَينِ ، وشَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ الرِّياحِيَّ في ألفٍ ، وحَجّارَ بنَ أبجَرَ في ألفٍ ، وكانَ جَميعُ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام اثنَينِ وثَمانينَ رَجُلاً ، مِنهُمُ الفُرسانُ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً ، ولَم يَكُن لَهُم مِنَ السِّلاحِ إلاَّ السَّيفُ وَالرُّمحُ . ۵

۷۶۴.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : أقبَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِعَسكَرِهِ حَتّى‏ عَسكَرَ بِالنُّخَيلَةِ ، وبَعَثَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام رَجُلاً يُقالُ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ قائِدُهُ في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ ، وأقبَلَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الحُصَينِ التَّميمِيُّ في ألفِ فارِسٍ ، يَتبَعُهُ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ في ألفِ فارِسٍ ومُحَمَّدُ بنُ

1.المسلحة : القوم الذين يحفظون الثغور من العدوّ . وجمع المسلح : مسالح (النهاية : ج ۲ ص ۳۸۸ «سلح») .

2.تضمير الخيل : هو أن يظاهر عليها بالعلف حتّى تسمَن ، ثمّ لا تُعلَف إلّا قوتاً لتخفّ ، وقيل : تشدّ عليها سروجها وتجلّل بالأجلّة حتّى تعرق تحتها ، فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها (النهاية : ج ۳ ص ۹۹ «ضمر») .

3.من المجاز : التقديح ؛ وهو تضمير الفرس ، وخيل مقدَّحة : ضامرة كأنّها ضُمِّرت ، فعل ذلك بها (تاج العروس : ج ۴ ص ۱۶۶ «قدح») . وكأنّها استعيرت من القِدح ؛ وهو السهم ، أي أنّها صارت كالسهم في انتصابها وسرعتها .

4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۶ وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۶ .

5.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۸ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
718

خارِجَةَ الفَزارِيَّ ، وقالَ : طوفوا فِي النّاسِ ، فَمُروهُم بِالطّاعَةِ وَالاِستِقامَةِ ، وخَوِّفوهُم عَواقِبَ الاُمورِ وَالفِتنَةَ وَالمَعصِيَةَ ، وحُثّوهُم عَلَى العَسكَرَةِ .
فَخَرَجوا فَعَذَّروا ۱ وداروا بِالكوفَةِ ، ثُمَّ لَحِقوا بِهِ ، غَيرَ كَثيرِ بنِ شِهابٍ ؛ فَإِنَّهُ كانَ مُبالِغاً يَدورُ بِالكوفَةِ يَأمُرُ النّاسَ بِالجَماعَةِ ، ويُحَذِّرُهُمُ الفِتنَةَ وَالفُرقَةَ ، ويُخَذِّلُ عَنِ الحُسَينِ عليه السلام .
وسَرَّحَ ابنُ زِيادٍ أيضاً حُصَينَ بنَ تَميمٍ في الأَربَعَةِ الآلافِ الَّذينَ كانوا مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بَعدَ شُخوصِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِيَومٍ أو يَومَينِ ، ووَجَّهَ أيضاً إلَى الحُسَينِ عليه السلام حَجّارَ بنَ أبجَرَ العِجلِيَّ في ألفٍ ، وتَمارَضَ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، فَبَعَثَ إلَيهِ فَدَعاهُ وعَزَمَ عَلَيهِ أن يَشخَصَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام في ألفٍ فَفَعَلَ .
وكانَ الرَّجُلُ يُبعَثُ في ألفٍ فَلا يَصِلُ إلّا في ثَلاثِمِئَةٍ أو أربَعِمِئَةٍ وأقَلَّ مِن ذلِكَ ، كَراهَةً مِنهُم لِهذَا الوَجهِ .
ووَجَّهَ أيضاً يَزيدَ بنَ الحارِثِ بنِ يَزيدَ بنِ رُوَيمٍ في ألفٍ أو أقَلَّ ، ثُمَّ إنَّ ابنَ زِيادٍ استَخلَفَ عَلَى الكوفَةِ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ ، وأمَرَ القَعقاعَ بنَ سُوَيدِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ بُجَيرٍ المِنقَرِيَّ بِالتَّطوافِ بِالكوفَةِ في خَيلٍ ، فَوَجَدَ رَجُلاً مِن هَمدانَ قَد قَدِمَ يَطلُبُ ميراثاً لَهُ بِالكوفَةِ ، فَأَتى‏ بِهِ ابنَ زِيادٍ فَقَتَلَهُ ، فَلَم يَبقَ بِالكوفَةِ مُحتَلِمٌ إلّا خَرَجَ إلَى العَسكَرِ بِالنُّخَيلَةِ .
ثُمَّ جَعَلَ ابنُ زِيادٍ يُرسِلُ العِشرينَ وَالثَّلاثينَ وَالخَمسينَ إلَى المِئَةِ غُدوَةً وضَحوَةً ونِصفَ النَّهارِ وعَشِيَّةً مِنَ النُّخَيلَةِ ، يُمِدُّ بِهِم عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، وكانَ يَكرَهُ أن يَكونَ هَلاكُ الحُسَينِ عليه السلام عَلى‏ يَدِهِ . فَلَم يَكُن شَي‏ءٌ أحَبَّ إلَيهِ مِن أن يَقَعَ الصُّلحُ .
ووَضَعَ ابنُ زِيادٍ المَناظِرَ عَلَى الكوفَةِ ؛ لِئَلّا يَجوزَ أحَدٌ مِنَ العَسكَرِ مَخافَةً لِأَن يَلحَقَ

1.عذَّروا : قصَّروا ولم يبالغوا ، من التعذير : التقصير (راجع : النهاية : ج ۳ ص ۱۹۸ «عذر») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8704
صفحه از 850
پرینت  ارسال به