713
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

مِنكَ إلّا أن تَكشِفَ هذِهِ الغُمَّةَ ، وأنتَ الحَبيبُ القَريبُ ، وإلَّا اردُد عَلَينا عَهدَنا وَالزَم مَنزِلَكَ ، فَإِنّا لا نُكرِهُكَ .
قالَ : فَسَكَتَ عُمَرُ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : يَابنَ سَعدٍ ، وَاللَّهِ ، لَئِن لَم تَسِر إلَى الحُسَينِ وتَتَوَّلَ حَربَهُ وتَقدَم عَلَينا بِما يَسوؤُهُ ، لَأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ ، ولَأَنهَبَنَّ أموالَكَ .
قالَ : فَإِنّي سائِرٌ إلَيهِ غَداً إن شاءَ اللَّهُ ، فَجَزاهُ ابنُ زِيادٍ خَيراً ، ووَصَلَهُ وأعطاهُ وحَيّاهُ ۱ ، ودَفَعَ إلَيهِ أربَعَةَ آلافِ فارِسٍ ، وقالَ لَهُ : سِر حَتّى‏ تَنزِلَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ۲ .

۷۵۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : فَوَجَّهَ إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام‏] عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ في أربَعَةِ آلافٍ ، وقَد كانَ استَعمَلَهُ قَبلَ ذلِكَ عَلَى الرَّيِّ وهَمذانَ ، وقَطَعَ ذلِكَ البَعثَ مَعَهُ ، فَلَمّا أمَرَهُ بِالمَسيرِ إلى‏ حُسَينٍ عليه السلام تَأَبّى‏ ذلِكَ وكَرِهَهُ وَاستَعفى‏ مِنهُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : اُعطِي اللَّهَ عَهداً لَئِن لَم تَسِر إلَيهِ وتُقدِم عَلَيهِ ، لَأَعزِلَنَّكَ عَن عَمَلِكَ ، وأهدِمُ دارَكَ ، وأضرِبُ عُنُقَكَ ! فَقالَ : إذَن أفعَلُ .
فَجاءَتهُ بَنو زُهرَةَ ، قالوا : نَنشُدُكَ اللَّهَ أن تَكونَ أنتَ الَّذي تَلي هذا مِن حُسَينٍ ، فَتَبقى‏ عَداوَةٌ بَينَنا وبَينَ بني هاشِمٍ ، فَرَجَعَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ فَاستَعفاهُ فَأَبى‏ أن يُعفِيَهُ ، فَصَمَّمَ وسارَ إلَيهِ . ومَعَ حُسَينٍ عليه السلام يَومَئِذٍ خَمسونَ رَجُلاً ، وأتاهُم مِنَ الجَيشِ عِشرونَ رَجُلاً ، وكانَ مَعَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً .
فَلَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام عُمَرَ بنَ سَعدٍ قَد قَصَدَ لَهُ في مَن مَعَهُ قالَ : يا هؤُلاءِ ، اسمَعوا يَرحَمُكُمُ اللَّهُ ! ما لَنا ولَكُم ؟ ! ما هذا بِكُم يا أهلَ الكوفَةِ ؟ ! قالوا : خِفنا طَرحَ العَطاءِ ، قالَ : ما عِندَ اللَّهِ مِنَ العَطاءِ خَيرٌ لَكُم . ۳

1.هكذا في المصدر ، ولا يبعد صحّتها ، ويحتمل أيضاً أن تكون «وحَباه» بالباء الموحّدة .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۸۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۹ وراجع : مطالب السؤول : ص ۷۵ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۹ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۳ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۵ وليس فيه ذيله من «فجاءته بنو زهرة» وكلّها نحوه .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
712

۷۵۶.الفتوح : جَمَعَ [ابنُ زِيادٍ] أصحابَهُ ، وقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! مَن مِنكُم تَوَلّى‏ قِتالَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وَلِيَ وِلايَةَ أيِّ بَلَدٍ شاءَ ؟ فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ بِشَي‏ءٍ .
قالَ : فَالتَفَتَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، وقَد كانَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ قَبلَ ذلِكَ بِأَيّامٍ قَد عَقَدَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عَقداً ووَلّاهُ الرَّيَّ ودَستَبى‏ ، وأمَرَهُ بِحَربِ الدَّيلَمِ ، فَأَرادَ أن يَخرُجَ إلَيها ، فَلَمّا كانَ ذلِكَ اليَومُ أقبَلَ عَلَيهِ ابنُ زِيادٍ ، فَقالَ : اُريدُ أن تَخرُجَ إلى‏ قِتالِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَإِذا نَحنُ فَرَغنا مِن شُغُلِهِ سِرتَ إلى‏ عَمَلِكَ إن شاءَ اللَّهُ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : أيُّهَا الأَميرُ ! إن أرَدتَ أن تُعفِيَني مِن قِتالِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ فَافعَل !
فَقالَ : قَد أعفَيتُكَ ، فَاردُد إلَينا عَهدَنَا الَّذي كَتَبناهُ لَكَ ، وَاجلِس في مَنزِلِكَ نَبعَثُ غَيرَكَ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : أمهِلنِي اليَومَ حَتّى‏ أنظُرَ في أمري . قالَ : قَد أمهَلتُكَ . فَانصَرَفَ عُمَرُ إلى‏ مَنزِلِهِ وجَعَلَ يَستَشيرُ بَعضَ إخوانِهِ ومَن يَثِقُ بِهِ ، فَلَم يُشِر عَلَيهِ أحَدٌ بِشَي‏ءٍ غَيرَ أنَّهُ يَقولُ لَهُ : اِتَّقِ اللَّهَ ولا تَفعَل !
قالَ : وأقبَلَ عَلَيهِ حَمزَةُ بنُ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ، وهُوَ ابنُ اُختِهِ ، فَقالَ : أنشُدُكَ اللَّهَ - يا خالِ - أن تَسيرَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَإِنَّكَ تَأثَمُ بِرَبِّكَ ، وتَقطَعُ رَحِمَكَ ، وما لَكَ ولِسُلطانِ الأَرضِ ؟ اِتَّقِ اللَّهَ أن تَتَقَدَّمَ يَومَ القِيامَةِ بِدَمِ الحُسَينِ ابنِ فاطِمَةَ .
قالَ : فَسَكَتَ عُمَرُ وفي قَلبِهِ مِنَ الرَّيِّ .
فَلَمّا أصبَحَ أقبَلَ حَتّى‏ دَخَلَ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ : ما عِندَكَ يا عُمَرُ ؟ فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ! إنَّكَ قَد وَلَّيتَني هذَا الأَمرَ وكَتَبتَ لي هذَا العَهدَ ، وقَد سَمِعَ بِهِ النّاسُ ، وفِي الكوفَةِ أشرافٌ - وعَدَّهُم - فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : أنَا أعلَمُ مِنكَ بِأَشرافِها ، وما اُريدُ

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8690
صفحه از 850
پرینت  ارسال به