711
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

قالَ : وجاءَ حَمزَةُ بنُ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ، وهُوَ ابنُ اُختِهِ ، فَقالَ : أنشُدُكَ اللَّهَ - يا خالِ - أن تَسيرَ إلَى الحُسَينِ ، فَتَأثَمَ بِرَبِّكَ وتَقطَعَ رَحِمَكَ ! فَوَاللَّهِ ، لَأَن تَخرُجَ مِن دُنياكَ ومالِكَ وسُلطانِ الأَرضِ كُلِّها - لَو كانَ لَكَ - خَيرٌ لَكَ مِن أن تَلقَى اللَّهَ بِدَمِ الحُسَينِ !
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : فَإِنّي أفعَلُ إن شاءَ اللَّهُ .
قالَ هِشامٌ : حَدَّثَني عَوانَةُ بنُ الحَكَمِ ، عَن عَمّارِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ يَسارٍ الجُهَنِيِّ عَن أبيهِ ، قالَ : دَخَلتُ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ وقَد اُمِرَ بِالمَسيرِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لي : إنَّ الأَميرَ أمَرَني بِالمَسيرِ إلَى الحُسَينِ ، فَأَبَيتُ ذلِكَ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : أصابَ اللَّهُ بِكَ ، أرشَدَكَ اللَّهُ ، أحِل فَلا تَفعَل ولا تَسِر إلَيهِ .
قالَ : فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ ، فَأَتاني آتٍ ، وقالَ : هذا عُمَرُ بنُ سَعدٍ يَندُبُ النّاسَ إلَى الحُسَينِ ، قالَ : فَأَتَيتُهُ فَإِذا هُوَ جالِسٌ ، فَلَمّا رَآني أعرَضَ بِوَجهِهِ ، فَعَرَفتُ أنَّهُ قَد عَزَمَ عَلَى المَسيرِ إلَيهِ ، فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ .
قالَ : فَأَقبَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : أصلَحَكَ اللَّهُ ، إنَّكَ وَلَّيتَني هذَا العَمَلَ ، وكَتَبتَ لِيَ العَهدَ ، وسَمِعَ بِهِ النّاسُ ، فَإِن رَأَيتَ أن تُنفِذَ لي ذلِكَ فَافعَل ، وَابعَث إلَى الحُسَينِ في هذَا الجَيشِ مِن أشرافِ الكوفَةِ مَن لَستُ بِأَغنى‏ ولا أجزَأَ عَنكَ في الحَربِ مِنهُ ، فَسَمّى‏ لَهُ اُناساً .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : لا تُعلِمني بِأَشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، ولَستُ أستَأمِرُكَ فيمَن اُريدُ أن أبعَثَ ! إن سِرتَ بِجُندِنا ، وإلّا فَابعَث إلَينا بِعَهدِنا .
فَلَمّا رَآهُ قَد لَجَّ ، قالَ : فَإِنّي سائِرٌ .
قالَ : فَأَقبَلَ في أربَعَةِ آلافٍ حَتّى‏ نَزَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام مِنَ الغَدِ مِن يَومَ نَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام نِينَوى‏ . ۱

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۹ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۹ وفيه «عمّار بن عبداللَّه بن سنان الجُهَنيّ» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۵ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۵ نحوه وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۶ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ والأخبار الطوال : ص ۲۵۳ وبغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
710

قُمتَ مَقاماً تُخَيَّرُ فيهِ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، فَتَختارُ النّارَ ؟! ۱

۱ / ۴ - ۲

اِختِيارُ النّارِ

۷۵۴.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : كانَ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ قَد وَلّاهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الرَّيَّ ، وعَهِدَ إلَيهِ عَهدَهُ ، فَقالَ : اِكفِني هذَا الرَّجُلَ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] . قالَ : أعفِني ، فَأَبى‏ أن يُعفِيَهُ ، قالَ : فَأَنظِرنِي اللَّيلَةَ ، فَأَخَّرَهُ ، فَنَظَرَ في أمرِهِ ، فَلَمّا أصبَحَ غَدا عَلَيهِ راضِياً بِما اُمِرَ بِهِ ، فَتَوَجَّهَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ . ۲

۷۵۵.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : كانَ سَبَبُ خُروجِ ابنِ سَعدٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام أنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ بَعَثَهُ عَلى‏ أربَعَةِ آلافٍ مِن أهلِ الكوفَةِ يَسيرُ بِهِم إلى‏ دَستَبي ۳ ، وكانَتِ الدَّيلَمُ قَد خَرَجوا إلَيها ، وغَلَبوا عَلَيها ، فَكَتَبَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ عَهدَهُ عَلَى الرَّيِّ ، وأمَرَهُ بِالخُروجِ ، فَخَرَجَ مُعَسكِراً بِالنّاسِ بِحَمّامِ أعيَنَ .
فَلَمّا كانَ مِن أمرِ الحُسَينِ عليه السلام ما كانَ ، وأقبَلَ إلَى الكوفَةِ ، دَعَا ابنُ زِيادٍ عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ : سِر إلَى الحُسَينِ ، فَإِذا فَرَغنا مِمّا بَينَنا وبَينَهُ سِرتَ إلى عَمَلِكَ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : إنَ رَأَيتَ - رَحِمَكَ اللَّهُ - أن تُعفِيَني فَافعَل ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : نَعَم ، عَلى‏ أن تَرُدَّ لَنا عَهدَنا ، قالَ : فَلَمّا قالَ لَهُ ذاكَ ، قالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أمهِلنِي اليَومَ حَتّى‏ أنظُرَ ، قالَ : فَانصَرَفَ عُمَرُ يَستَشيرُ نُصَحاءَهُ ، فَلَم يَكُن يَستَشيرُ أحَداً إلّا نَهاهُ .

1.تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۵۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۸۳ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۹ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۷۴ ح ۳۷۷۲۳ ؛ مثير الأحزان : ص ۵۰ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۹ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۷ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۶ عن الإمام زين العابدين عليه السلام .

3.دستبي : دَشتابي ؛ مُنبسَطُ قَزوين (دشتُ قزوين) ؛ أراضي سهلة وخصبة في جنوب قزوين وفيها آوَجُ وبوئين‏زهراء ومُدن اُخرى (بُلدان الخلافة الشرقية : ص‏۱۹۹) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8119
صفحه از 850
پرینت  ارسال به