فَقالَ : اِنزِلوا ، هاهُنا - وَاللَّهِ - مَحَطُّ رِكابِنا ، وسَفكُ دِمائِنا ۱ ، هاهُنا - وَاللَّهِ - مَخَطُّ قُبورِنا ، وهاهُنا - وَاللَّهِ - سَبيُ حَريمِنا ، بِهذا حَدَّثَني جَدّي . ۲
۷۴۹.الفتوح - بَعدَ ذِكرِ وُصولِ أمرِ عُبَيدِ اللَّهِ بِالتَّضييقِ في وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ ۳ - : خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام ووُلدُهُ وإخوَتُهُ وأهلُ بَيتِهِ - رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِم - بَينَ يَدَيهِ ، فَنَظَرَ إلَيهِم ساعَةً وبَكى ، وقالَ : اللَّهُمَّ إنّا عِترَةُ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وقَد اُخرِجنا وطُرِدنا عَن حَرَمِ جَدِّنا ، وتَعَدَّت بَنو اُمَيَّةَ عَلَينا ، فَخُذ بِحَقِّنا ، وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ .
قالَ : ثُمَّ صاحَ الحُسَينُ عليه السلام في عَشيرَتِهِ ، ورَحَلَ مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ ، حَتّى نَزَلَ كَربَلاءَ في يَومِ الأَربِعاءِ ، أو يَومِ الخَميسِ ، وذلِكَ فِي الثّاني مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى وسِتّينَ ، ثُمَّ أقبَلَ إلى أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُم : أهذِهِ كَربَلاءُ ؟ فَقالوا : نَعَم .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : اِنزِلوا ، هذا مَوضِعُ كَربٍ وبَلاءٍ ، هاهُنا مُناخُ رِكابِنا ، ومَحَطُّ رِحالِنا ، وسَفكُ دِمائِنا .
قالَ : فَنَزَلَ القَومُ ، وحَطُّوا الأَثقالَ ناحِيَةً مِنَ الفُراتِ ، وضُرِبَت خَيمَةُ الحُسَينِ عليه السلام لِأَهلِهِ وبَنيهِ ، وضَرَبَ عَشيرَتُهُ خِيامَهُم مِن حَولِ خَيمَتِهِ . ۴
۷۵۰.الأخبار الطوال : وسارَ الحُسَينُ عليه السلام مِن قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، ومَعَهُ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ، كُلَّما أرادَ أن يَميلَ نَحوَ البادِيَةِ مَنَعَهُ ، حَتَّى انتَهى إلَى المَكانِ الَّذي يُسَمّى «كَربَلاءَ» ، فَمالَ قَليلاً مُتَيامِناً ، حَتَّى انتَهى إلى نِينَوى ، فَإِذا هُوَ بِراكِبٍ عَلى نَجيبٍ ، مُقبِلٍ مِنَ القَومِ ، فَوَقَفوا جَميعاً يَنتَظِرونَهُ ، فَلَمَّا انتَهى إلَيهِم سَلَّمَ عَلَى الحُرِّ ، ولَم يُسَلِّم عَلَى الحُسَينِ عليه السلام .
1.في بعض نسخ المصدر : «ومسفك دمائنا» .
2.الملهوف : ص ۱۳۹ ، مثير الأحزان : ص ۴۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۱ وفيه «الثامن» بدل «الثاني» وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۴ .
3.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۸۳ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۶ بزيادة «فقال : الناس عبيد الدنيا ، والدِّين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون» بعد «أصحابه» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۳ .