وكتبه (إلى أهل الكوفة والبصرة) وإرساله مبعوثه إلى الكوفة ، وأخذ مبعوثه (مسلم) البيعة له ، وإعلانه بالالتزام بالبيعة ، ومصادرته قافلة تجاريّة ليزيد مع شواهد اُخرى من هذا القبيل . طبعاً في مجموعة أقوال وكتب الإمام عليه السلام ، وما نراه في هذهالمجموعة هو الدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح اُمور الاُمّة، وإحياء سنّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، ولا تدلّ بصراحة على عزمه إقامة الحكم إلّا إذا اعتبرناها ملازمة لإقامة الحكم. نعم، عندما امتنع عن البيعة أشار في بعض النصوص إلى عدم كفاءة يزيد وأحقّيته في أمر الخلافة.
ومن جهة اُخرى فإنّ تعبير «الخروج» في كلام الإمام الحسين عليه السلام لا يعني الثورة، بل يعني - في جميع المواضع - الخروج من المدينة ، وقد يعبّر عنه خطأً بالثورة.
۳ . ليس لنظريّة المحافظة على النفس أيّ شاهد كلاميّ وتاريخيّ ، ولذلك فإنّها غير قابلة للعرض، وفي نفس الوقت فإنّها لا تنسجم مع شؤون الإمامة.
۴ . يجب الحديث فيما يتعلّق بنظريّة الجمع عمّا ذكرناه في الفقرتين الاُولى والثانية، علماً أنّ بعض وجوه هذه الحادثة تمّ تجاهلها في هذا التحليل - كالنظريّات الثلاث الاُولى - حيث سنتناولها في المباحث القادمة .
رابعاً : الهدفية المتعدّدة الطبقات
من أجل بيان الهدفيّة المتعدّدة الطبقات ، فإننّا سوف نسلّط الضوء على هذه الهدفيّة في طبقتين ، معتقدين بأنّ الإمام الحسين عليه السلام كان على علم بشهادته ، ولكنّه كان يعتبر الشهادة مقصداً لا مقصوداً وهدفاً :
الطبقة الاُولى
سنحلّل في هذه الطبقة مسألة الهدف من ثورة عاشوراء من وجهة نظر الإمام الحسين عليه السلام والاُسس العامّة للإمامة.
فقد ذكر الإمام الحسين عليه السلام في أقواله وخطبه وكتبه بعض الأهداف لسلوكه، وقد