إحدى وسِتّينَ ، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ قَدِمَ عَلَيهِم عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ مِنَ الكوفَةِ في أربَعَةِ آلافٍ . ۱
۷۳۶.الفتوح : وإذا كِتابٌ قَد وَرَدَ مِنَ الكوفَةِ : مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ إلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ ، أمّا بَعدُ ، يا أخي ! إذا أتاكَ كِتابي فَجَعجِع بِالحُسَينِ ، ولا تُفارِقهُ حَتّى تَأتِيَني بِهِ ؛ فَإِنّي أمَرتُ رَسولي ألّا يُفارِقَكَ ، حَتّى يَأتِيَني بِإِنفاذِ أمري إلَيكَ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَلَمّا قَرَأَ الحُرُّ الكِتابَ ، بَعَثَ إلى ثِقاتِ أصحابِهِ فَدَعاهُم ، ثُمَّ قالَ : وَيحَكُم ! وَرَدَ عَلَيَّ كِتابُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ يَأمُرُني أن أقدَمَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بِما يَسوؤُهُ ، ووَاللَّهِ ما تُطاوِعُني نَفسي ، ولا تُجيبُني إلى ذلِكَ .
فَالتَفَتَ رَجُلٌ مِن أصحابِ الحُرِّ بنِ يَزيدَ - يُكَنّى أبَا الشَّعثاءِ الكِندِيَّ - إلى رَسولِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ : فيماذا جِئتَ ثَكِلَتكَ ۲ اُمُّكُ ؟! فَقالَ لَهُ : أطَعتُ إمامي ، ووَفَيتُ بِبَيعَتي ، وجِئتُ بِرِسالَةِ أميري .
فَقالَ لَهُ أبُو الشَّعثاءِ : لَقَد عَصَيتَ رَبَّكَ ، وأطَعتَ إمامَكَ ، وأهلَكتَ نَفسَكَ ، وَاكتَسَبتَ عاراً ؛ فَبِئسَ الإِمامُ إمامُكَ ! قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ : (وَ جَعَلْنَهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ لَا يُنصَرُونَ )۳ . ۴
۷۳۷.الفتوح : وأصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام مِن وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ ، وإذا بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ قَد ظَهَرَ لَهُ أيضاً في جَيشِهِ .
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۵ ، الأخبار الطوال : ص ۲۵۱ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۶۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۲ وفيه «يزيد بن المهاجر الكناني» ، روضة الواعظين : ص ۱۹۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۰ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۰ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۴ ومثير الأحزان : ص ۴۸ .
2.ثَكِلَتْكَ اُمُّكَ : أي فقدتك ، والثُّكْل : فقد الولد (النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل») .
3.القصص : ۴۱ .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۷۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۱ .