رَ جِعُونَ) وَالحَمدُ للَّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، يا أبَتِ ، جُعِلتُ فِداكَ ! مِمَّ حَمِدتَ اللَّهَ وَاستَرجَعتَ ؟
قالَ : يا بُنَيَّ ! إنّي خَفَقتُ بِرَأسي خَفقَةً ۱ ، فَعَنَّ ۲ لي فارِسٌ عَلى فَرَسٍ ، فَقالَ : القَومُ يَسيرونُ وَالمَنايا تَسري إلَيهِم ، فَعَلِمتُ أنَّها أنفُسُنا نُعِيَت إلَينا .
قالَ لَهُ : يا أبَتِ ، لا أراكَ اللَّهُ سوءاً ، ألَسنا عَلَى الحَقِّ ؟ قالَ : بَلى وَالَّذي إلَيهِ مَرجِعُ العِبادِ ؛ قالَ : يا أبَتِ ، إذَن لا نُبالي ؛ نَموتُ مُحِقّينَ .
فَقالَ لَهُ : جَزاكَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ خَيرَ ما جَزى وَلَداً عَن والِدِهِ . ۳
۷۳۳.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام : سارَ [الحُسَينُ عليه السلام ]حَتّى نَزَلَ العُذَيبَ ، فَقالَ فيها قائِلَةَ ۴ الظَّهيرَةِ ، ثُمَّ انتَبَهَ مِن نَومِهِ باكِياً ، فَقالَ لَهُ ابنُهُ : ما يُبكيكَ يا أبَه ؟
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّها ساعَةٌ لا تَكذِبُ الرُّؤيا فيها ، وإنَّهُ عَرَضَ لي في مَنامي عارِضٌ فَقالَ : تُسرِعونَ السَّيرَ ، وَالمَنايا تَسيرُ بِكُم إلَى الجَنَّةِ . ۵
۷۳۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى نَزَلَ الثَّعلَبِيَّةَ ، وذلِكَ في وَقتِ الظَّهيرَةِ ، ونَزَلَ أصحابُهُ فَوَضَعَ رَأسَهُ فَأغفى ، ثُمَّ انتَبَهَ باكِياً مِن نَومِهِ .
فَقالَ لَهُ ابنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ : ما يُبكيكَ يا أبَه ؟ لا أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ !
فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، هذِهِ ساعَةٌ لا تَكذِبُ فيهِ الرُّؤيا ، فَاُعلِمُكَ أنّي خَفَقتُ بِرَأسي خَفقَةً ،
1.خَفَقَ برأسهِ خَفقَةً : إذا أخذَتهُ سِنَةٌ من النعاس فمال برأسه دون سائر جسده (المصباح المنير : ص ۱۷۶ «خفق») .
2.عنَّ الشيءُ يعِنُّ : إذا ظهر أمامك واعترض (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۴۹ «عنّ») .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۵ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ عن عتبة بن سمعان ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۲ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۰ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۹ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۴ والطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۴ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۸ ومثير الأحزان : ص ۴۷ .
4.القائلة : نصف النهار . قالَ قَيلاً وقائلةً وقَيلولةً : نامَ فيه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۴۲ «قيل») .
5.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۳ .