679
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۷ / ۳۰

إقبالُ أربَعَةِ نَفَرٍ مِنَ الكوفَةِ مَعَهُمُ الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ إلَى الإِمامِ عليه السلام‏

۷۲۳.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار : كانَ [الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُ‏] يَسيرُ بِأَصحابِهِ في ناحِيَةٍ ، وحُسَينٌ عليه السلام في ناحِيَةٍ اُخرى‏ ، حَتّى‏ انتَهَوا إلى‏ عُذَيبِ الهِجاناتِ ، وكانَ بِها هَجائِنُ ۱ النُّعمانِ تَرعى‏ هُنالِكَ ، فَإِذا هُم بِأَربَعَةِ نَفَرٍ قَد أقبَلوا مِنَ الكوفَةِ عَلى‏ رَواحِلِهِم ، يَجنُبونَ ۲ فَرَساً لِنافِعِ بنِ هِلالٍ - يُقالُ لَهُ الكامِلُ - ومَعَهُم دَليلُهُمُ الطِّرمّاحُ بنُ عَدِيٍّ عَلى‏ فَرَسِهِ ، وهُوَ يَقولُ :

يا ناقَتي لا تَذعَري مِن زَجري‏وشَمِّري قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ
بِخَيرِ رُكبانٍ وخَيرِ سَفرِحَتّى‏ تَحِلّي بِكَريمِ النَّجرِ
الماجِدِ الحُرِّ رَحيبِ الصَّدرِأتى‏ بِهِ اللَّهُ لِخَيرِ أمرِ
ثَمَّتَ أبقاهُ بَقاءَ الدَّهرِ
قالَ : فَلَمَّا انتَهَوا إلَى الحُسَينِ عليه السلام أنشَدوهُ هذِهِ الأَبياتَ ، فَقالَ : أما وَاللَّهِ إنّي لَأَرجو أن يَكونَ خَيراً ما أرادَ اللَّهُ بِنا ، قُتِلنا أم ظَفِرنا .
قالَ : وأقبَلَ إلَيهِمُ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ، فَقالَ : إنَّ هؤُلاءِ النَّفَرَ الَّذينَ مِن أهلِ الكوفَةِ لَيسوا مِمَّن أقبَلَ مَعَكَ ، وأنَا حابِسُهُم أو رادُّهُم .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لَأَمنَعَنَّهُم مِمّا أمنَعُ مِنهُ نَفسي ، إنَّما هؤُلاءِ أنصاري وأعواني ، وقَد كُنتَ أعطَيتَني ألّا تَعرِضَ لي بِشَي‏ءٍ حَتّى‏ يَأتِيَكَ كِتابٌ مِنِ ابنِ زِيادٍ .
فَقالَ : أجَل ، لكِن لَم يَأتوا مَعَكَ ! قالَ : هُم أصحابي ، وهُم بِمَنزِلَةِ مَن جاءَ مَعي ، فَإِن تَمَمتَ عَلى‏ ما كانَ بَيني وبَينَكَ وإلّا ناجَزتُكَ . قالَ : فَكَفَّ عَنهُمُ الحُرُّ .

1.الهِجَان: الإبل البيض، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث، وناقة هجان: أي كريمة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۶۲ «هجن») .

2.جَنَبْتُ الدابّة : إذا قدتها إلى جنبك (الصحاح : ج ۱ ص ۱۰۲ «جنب») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
678

وقَد عَلِمتُم أنَّ هؤُلاءِ لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَوَلَّوا عَن طاعَةِ الرَّحمنِ ، وأظهَرُوا الفَسادَ ، وعَطَّلُوا الحُدودَ ، وَاستَأثَروا بِالفَي‏ءِ ، وأحَلّوا حَرامَ اللَّهِ ، وحَرَّموا حَلالَهُ ، وأنَا أحَقُّ مِن غَيري بِهذَا الأَمرِ ؛ لِقَرابَتي مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وقَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم أنَّكُم لا تَخذُلونّي ، فَإِن وَفَيتُم لي بِبَيعَتِكُم فَقَدِ استَوفَيتُم حَقَّكُم وحَظَّكُم ورُشدَكُم ، ونَفسي مَعَ أنفُسِكُم ، وأهلي ووُلدي مَعَ أهاليكُم وأولادِكُم ، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ .
وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم ومَواثيقَكُم ، وخَلَعتُم بَيعَتَكُم ، فَلَعَمري ما هِيَ مِنكُم بِنُكرٍ ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وابنِ عَمّي ، هَلِ المَغرورُ إلّا مَنِ اغتَرَّ بِكُم ، فَإِنَّما حَقَّكُم أخطَأتُم ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم ، ومَن نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلى‏ نَفسِهِ ، وسَيُغنِي اللَّهُ عَنكُم ، وَالسَّلامُ .
قالَ : ثُمَّ طَوى‏ الكِتابَ وخَتَمَهُ ، ودَفَعَهُ إلى‏ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ ، وأمَرَهُ أن يَسيرَ إلَى الكوفَةِ . ۱

۷۲۲.أنساب الأشراف : تَياسَرَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ طَريقِ العُذَيبِ وَالقادِسِيَّةِ ، وبَينَهُ - حينَئِذٍ - وبَينَ العُذَيبِ ثَمانِيَةٌ وثَلاثونَ ميلاً ، ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه السلام سارَ في أصحابِهِ وَالحُرُّ بنُ يَزيدَ يُسايِرُهُ .
وخَطَبَ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ : إنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ ، فَأَظهَرُوا الفَسادَ ، وعَطَّلُوا الحُدودَ ، وَاستَأثَروا بِالفَي‏ءِ ، وأنَا أحَقُّ مَن غَيَّرَ ، وقَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم ، فَإِن تُتِمّوا عَلَيَّ بَيعَتَكُم تُصيبوا رُشدَكُم . ووَبَّخَهُم بِما فَعَلوا بِأَبيهِ وأخيهِ قَبلَهُ .
فَقامَ زُهَيرُ بنُ القَينِ فَقالَ : وَاللَّهِ لَو كُنّا فِي الدُّنيا مُخَلَّدينَ ، لَآثَرنا فِراقَها في نُصرَتِكَ ومُواساتِكَ . فَدَعا لَهُ الحُسَينُ عليه السلام بِخَيرٍ . ۲

1.الفتوح : ج ۵ ص ۸۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۱ .

2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8191
صفحه از 850
پرینت  ارسال به