673
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ويُبَشَّرُ بِالجَنَّةِ ! فَرَهِقَهُ عِندَ صَلاةِ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه السلام ابنَهُ ، فَأَذَّنَ وأقامَ ، وقامَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى‏ بِالفَريقَينِ جَميعاً ، فَلَمّا سَلَّمَ وَثَبَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ فَقالَ : اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وعَلَيكَ السَّلامُ ، مَن أنتَ يا عَبدَ اللَّهِ ؟ فَقالَ : أنَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ . فَقالَ : يا حُرُّ ، أعَلَينا أم لَنا ؟
فَقالَ الحُرُّ : وَاللَّهِ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، لَقَد بُعِثتُ لِقِتالِكَ ، وأعوذُ بِاللَّهِ أن اُحشَرَ مِن قَبري وناصِيَتي مَشدودَةٌ إلَيَّ ، ويَدي مَغلولَةٌ إلى‏ عُنُقي ، واُكَبَّ عَلى‏ حُرِّ وَجهي فِي النّارِ . يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، أينَ تَذهَبُ ؟ ! اِرجِع إلى‏ حَرَمِ جَدِّكَ ؛ فَإِنَّكَ مَقتولٌ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام :

سَأَمضي‏فَما بِالمَوتِ‏عارٌ عَلَى‏الفَتى‏إذا ما نَوى‏ حَقّاً وجاهَدَ مُسلِما
وواسى‏ الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِ‏وفارَقَ مَثبوراً ۱ وخالَفَ مُجرِما
فَإِن مِتُّ لَم أندَم وإن عِشتُ لَم اُلَم‏كَفى‏ بِكَ ذُلّاً أن تَموتَ وتُرغَما . ۲

۷ / ۲۸

خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام في ذي حُسُمٍ ۳

۷۱۵.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار : قامَ حُسَينٌ عليه السلام بِذي حُسُمٍ ، ۴ فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : إنَّهُ قَد نَزَلَ مِنَ الأَمرِ ما قَد تَرَونَ ، وإنَّ الدُّنيا قَد تَغَيَّرَت وتَنَكَّرَت ، وأدبَرَ مَعروفُها وَاستَمَرَّت جِدّاً ، فَلَم يَبقَ مِنها إلّا صُبابةٌ كَصُبابَةِ الإِناءِ ، وخَسيسُ عَيشٍ كَالمَرعى‏

1.الثُّبور : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۶ «ثبر») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ ح ۱ وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ .

3.هناك خلاف في تحديد مكان الخطبة، فقيل : ذي حسم (تاريخ الطبري) ، أو عذيب الهجانات (ظاهر الملهوف) ، أو في مسير كربلاء (تحف العقول) ، أو في كربلاء بعد ورود عمر بن سعد و اقتراب الحرب (المعجم الكبير) ، والمعتمد لدينا في عملنا هو تاريخ الطبري .

4.موضع بين شراف والبيضة (راجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
672

إلَى العُذَيبِ ثَمانِيَةٌ وثَلاثونَ ميلاً . فَسارا جَميعاً حَتَّى انتَهَوا إلى‏ عُذَيبِ الحَماماتِ ۱ ، فَنَزَلوا جَميعاً ، وكُلُّ فَريقٍ مِنهُما عَلى‏ غَلوَةٍ ۲ مِنَ الآخَرِ . ۳

۷۱۳.الإرشاد : سارَ الحُسَينُ عليه السلام وسارَ الحُرُّ في أصحابِهِ يُسايِرُهُ وهُوَ يَقولُ لَهُ : يا حُسَينُ ، إنّي اُذَكِّرُكَ اللَّهَ في نَفسِكَ ؛ فَإِنّي أشهَدُ لَئِن قاتَلتَ لَتُقتَلَنَّ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أفَبِالمَوتِ تُخَوِّفُني ؟ وهَل يَعدو بِكُمُ الخَطبُ أن تَقتُلوني ؟ وسَأَقولُ كَما قالَ أخُو الأَوسِ لاِبنِ عَمِّهِ ، وهُوَ يُريدُ نُصرَةَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَخَوَّفَهُ ابنُ عَمِّهِ ، وقالَ : أينَ تَذهَبُ ، فَإِنَّكَ مَقتولٌ ؟! فَقالَ :

سَأَمضي‏فَما بِالمَوتِ عارٌ عَلَى‏الفَتى‏إذا ما نَوى‏ حَقّاً وجاهَدَ مُسلِما
وآسى‏ الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِ‏وفارَقَ مَثبوراً وباعَدَ مُجرِما
فَإِن عِشتُ لَم أندَم وإن مِتُّ لَم اُلَم‏كَفى‏ بِكَ ذُلّاً أن تَعيشَ وتُرغَما
فَلَمّا سَمِعَ ذلِكَ الحُرُّ تَنَحّى‏ عَنهُ ، فَكانَ يَسيرُ بِأَصحابِهِ ناحِيَةً ، وَالحُسَينُ عليه السلام في ناحِيَةٍ اُخرى‏ ، حَتَّى انتَهَوا إلى‏ عُذَيبِ الهِجاناتِ . ۴

۷۱۴.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد نَزَلَ الرُّهَيمَةَ ، فَأَسرى‏ [ابنُ زيادٍ ]إلَيهِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ .
قالَ الحُرُّ : فَلَمّا خَرَجتُ مِن مَنزِلي مُتَوَجِّهاً نَحوَ الحُسَينِ عليه السلام نُوديتُ ثَلاثاً : يا حُرُّ ! أبشِر بِالجَنَّةِ ، فَالتَفَتُّ فَلَم أرَ أحَداً ، فَقُلتُ : ثَكِلَتِ الحُرَّ اُمُّهُ ؛ يَخرُجُ إلى‏ قِتالِ ابنِ رَسولِ

1.الصحيح : عذيب الهجانات ، كما في سائر المصادر .

2.الغَلْوَةُ : قَدْرُ رمية بسهم (النهاية : ج ۳ ص ۳۸۳ «غلا») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۴۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۲ .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۸ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۴ عن عقبة بن أبي العيزار ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۳ والأربعة الأخيرة نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11239
صفحه از 850
پرینت  ارسال به