ذلِكَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام طَريقَ العُذَيبِ حَتّى نَزَلَ الجَوفَ ، مَسقَطَ النَّجَفِ مِمّا يَلِي المِئَتَينِ ، فَنَزَلَ قَصرَ أبي مُقاتِلٍ . ۱
۷ / ۲۷
سَدُّ الحُرِّ الطَّريقَ عَلَى الإِمامِ عليه السلام
۷۰۹.تاريخ الطبري عن هشام عن أبي مخنف عن أبي جناب عن عديّ بن حرملة عن عبداللَّه بن سليم والمذري بن المشمعلّ الأسديّين : ثُمَّ ساروا مِنها [أي مِن شَرافِ ]فَرَسَموا ۲ صَدرَ يَومِهِم حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ . ثُمَّ إنَّ رَجُلاً قالَ : اللَّهُ أكبَرُ ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللَّهُ أكبَرُ ، ما كَبَّرتَ ؟
قالَ : رَأَيتُ النَّخلَ ، فَقالَ لَهُ الأَسَدِيّانِ : إنَّ هذَا المَكانَ ما رَأَينا بِهِ نَخلَةً قَطُّ ، قالا : فَقالَ لَنَا الحُسَينُ عليه السلام : فَما تَرَيانِهِ رَأى ؟ قُلنا : نَراهُ رَأى هَوادِيَ الخَيلِ ۳ ، فَقالَ : وأنَا وَاللَّهِ أرى ذلِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما لَنا مَلجَأٌ نَلجَأٌ إلَيهِ نَجعَلُهُ في ظُهورِنا ، ونَستَقبِلُ القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ ؟ فَقُلنا لَهُ : بَلى ، هذا ذو حُسُمٍ إلى جَنبِكَ ، تَميلُ إلَيهِ عَن يَسارِكَ ، فَإِن سَبَقتَ القَومَ إلَيهِ فَهُوَ كَما تُريدُ .
قالا : فَأَخَذَ إلَيهِ ذاتَ اليَسارِ ، قالا : ومِلنا مَعَهُ ، فَما كانَ بِأَسرَعَ مِن أن طَلَعَت عَلَينا هَوادِي الخَيلِ ، فَتَبَيَّنّاها ، وعُدنا فَلَمّا رَأَونا وقَد عَدَلنا عَنِ الطَّريقِ عَدَلوا إلَينا ، كَأَنَّ أسِنَّتَهُمُ اليَعاسيبُ ۴ ، وكَأَنَّ راياتِهِم أجنِحَةُ الطَّيرِ .
1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۳ .
2.يرسُمون نحوه : أي يذهبون إليه سرعاً . والرَّسيم : ضربٌ من السير سريع يؤثّر في الأرض (النهاية : ج ۲ ص ۲۲۴ «رسم») .
3.هَوادي الخيل : يعني أوائلها ، والهادي والهادية : العُنُق (النهاية : ج ۵ ص ۲۵۵ «هدا») .
4.اليَعسُوب : جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها ، والذي لم ينبت عليه خوص (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۰۴ «عسب») .