657
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الكِتابَ ؟ قالَ : دَفَعَهُ إلَيَّ امرَأَةٌ لا أعرِفُها . قالَ : فَضَحِكَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ وقالَ : أخبِرني واحِدَةً مِن ثِنتَينِ : إمّا أن تُخبِرَني مَن دَفَعَ إلَيكَ هذَا الكِتابَ ، فَتَنجُوَ مِن يَدي ، وإمّا أن تُقتَلَ .
فَقالَ : أمَّا الكِتابَ فَإِنّي لا اُخبِرُكَ مَن دَفَعَهُ إلَيَّ ، وأمّا القَتلَ فَإِنّي لا أكرَهُهُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ قَتيلاً عِندَ اللَّهِ أعظَمَ مِمَّن يَقتُلُهُ مِثلُكَ .
قالَ : فَأَمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِضَربِ عُنُقِهِ ، فَضُرِبَتَ رَقبَتُهُ صَبراً ۱ . ۲

۷۰۳.أنساب الأشراف : لَمّا بَلَغَ الحُسَينَ عليه السلام قَتلُ ابنِ يَقطُرَ خَطَبَ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! قَد خَذَلَتنا شيعَتُنا ، وقُتِلَ مُسلِمٌ وهانِئٌ وقَيسُ بنُ مُسهِرٍ ، وَ[ابنُ‏] ۳ يَقطُرَ ؛ فَمَن أرادَ مِنكُمُ الاِنصِرافَ ، فَليَنصَرِف .
فَتَفَرَّقَ النّاسُ الَّذينَ صَحِبوهُ أيدي سَبا ۴ ، فَأَخَذوا يَميناً وشِمالاً ، حَتّى‏ بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِنَ الحِجازِ . ۵

1.قال الفيّومي : كلّ ذي روح يوثق حتّى يُقْتَلَ فقد قُتِلَ صبراً (المصباح المنير : ص ۳۳۱ «صبر») . وقال ابن الأثير : كلّ من قُتل في غير معركة ولا حربٍ ولا خطأ فإنّه مقتول صبراً (النهاية : ج‏۳ ص‏۸ «صبر») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۴۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۳ وفيه «عبد اللَّه بن يقطر» بدل «عبد اللَّه بن يقطين» و«مالك بن يربوع التميمي» بدل «عبد اللَّه بن يربوع التميمي» .

3.ما بين المعقوفين سقط من المصدر .

4.يقال : ذهبوا أيدي سَبا ؛ أي متفرّقين (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۵۰۶ «سبى») .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
656

يَمُرُّ بِها ؛ لِأَنَّهُم كانوا يَظُنّونَ استقامَةَ الاُمورِ لَهُ عليه السلام ، فَلَمّا صارَ بِزُبالَةَ قامَ فيهِم خَطيباً فَقالَ :
ألا إنَّ أهلَ الكوفَةِ وَثَبوا عَلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِي بنِ عُروَةَ فَقَتَلوهُما ، وقَتَلوا أخي مِنَ الرَّضاعَةِ ، فَمَن أحَبَّ مِنكُم أن يَنصَرِفَ فَليَنصَرِف مِن غَيرِ حَرَجٍ ، ولَيسَ عَلَيهِ مِنّا ذِمامٌ .
فَتَفَرَّقَ النّاسُ وأخَذوا يَميناً وشِمالاً ، حَتّى‏ بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِن مَكَّةَ ، وإنَّما أرادَ ألّا يَصحَبَهُ إنسانٌ إلّا عَلى‏ بَصيرَةٍ . ۱

۷۰۲.الفتوح : فَبَينا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ مِن هؤُلاءِ القَومِ في مُحاوَرَةٍ ، إذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ يَربوعٍ التَّميمِيُّ ، فَقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، هاهُنا خَبَرٌ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : وما ذاكَ ؟ قالَ : كُنتُ خارِجَ الكوفَةِ أجولُ ۲ عَلى‏ فَرَسي واُقَلِّبُهُ ؛ إذ نَظَرتُ إلى‏ رَجُلٍ قَد خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ مُسرِعاً يُريدُ البادِيَةَ ، فَأَنكَرتُهُ ، ثُمَّ لَحِقتُهُ وسأَلتُهُ عَن حالِهِ وأمرِهِ ، فَذَكَرَ أنَّهُ مِن أهلِ المَدينَةِ : ثُمَّ نَزَلتُ عَن فَرَسي فَفَتَّشتُهُ فَأَصَبتُ مَعَهُ هذَا الكِتابَ . قالَ : فَأَخَذَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الكِتابَ فَفَضَّهُ وقَرَأَهُ ، وإذا فيهِ مَكتوبٌ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي اُخبِرُكَ أنَّهُ قَد بايَعَكَ مِن أهلِ الكوفَةِ نَيِّفٌ وعِشرونَ ألفاً ، فَإِذا بَلَغَكَ كِتابي هذا ، فَالعَجَلَ العَجَلَ ، فَإِنَّ النّاسَ كُلُّهُم مَعَكَ ، ولَيسَ لَهُم في يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ رَأيٌ ولا هَوىً ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أين هذَا الرَّجُلُ الَّذي أصَبتَ مَعَهُ هذَا الكِتابَ ؟ قالَ : بِالبابِ ، فَقالَ : اِيتوني بِهِ ، فَلَمّا دَخَلَ ووَقَفَ بَينَ يَدَيِ ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ، قالَ : أنَا مَولىً لِبَني هاشِمٍ ، قالَ : فَمَا اسمُكَ ، قالَ : اِسمي عَبدُ اللَّهِ بنُ يَقطينَ ، قالَ : مَن دَفَعَ إلَيكَ هذَا

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۹ .

2.جالَ : إذا ذهب وجاء (النهاية : ج ۱ ص ۳۱۷ «جول») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11816
صفحه از 850
پرینت  ارسال به