۱ . يمكن استخراج أهداف حركة الإمام الحسين عليه السلام عبر طريقين : أحدهما الاُسلوب الكلامي وتوظيف الأهداف العامّة للإمامة، والآخر الرجوع إلى أقوال الإمام الحسين عليه السلام وكتبه. والصحيح أن نستند إلى كلا المصدرين معاً ؛ لأنّ الاهتمام بأحد هذين المصدرين يؤدّي إلى الانزلاق والانحراف في التحليل.
۲ . من الاُمور التي أدّت إلى الاختلاف في الرأي بشأن قضيّة الأهداف ، هو عدم الالتفات إلى الاختلاف بين المقصد والمقصود. فالذي يسافر إلى مدينة أو يزاول تجارة أو يزور مكاناً مقدّساً، فإنّ تلك المدينة هي مقصده ، ولكنّ قصده وهدفه هو التجارة أو الزيارة. ورغم أنّ حادثة عاشوراء انتهت بالشهادة ، إلّا أنّ الشهادة مقصد وليست مقصوداً وهدفاً.
وبناءً على ذلك، فإذا قيل : إنّ الإمام الحسين عليه السلام ما ثار للشهادة، بل ثار من أجل إقامة الحكم وإحياء سنّة النبيّ وإصلاح الاُمور، فإنّ هذا الكلام ليس فاقداً للأساس ؛ لأنّ الشهادة مقصد، والمقصود هو إحياء السنّة وإصلاح الاُمور .
۳. يجب التمييز بين أهداف حقيقةٍ مّا والنتائج والآثار المترتّبة عليها. وقد استشهد الإمام الحسين عليه السلام من أجل تحقيق بعض الأهداف، وإذا تمتّع البشر من بعده بالكمالات المعنويّة والأجر الاُخروي من خلال إقامة العزاء والبكاء عليه، فإنّ من غير الصحيح أن نعتبر العزاء والبكاء والنتائج المترتّبة على ذلك، من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
وبناءً على ذلك فإنّ اُولئك الذين اعتبروا الشفاعة للاُمّة ، أو الحصول على الأجر الاُخروي وغفران الذنوب، هما من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام، إنّما هم واقعون في مغالطة.
ثالثاً : وجهات النظر حول هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام
هذا الموضوع خضع في العصر الحاضر للدراسة والبحث بشكل مباشر ، وكتبت مؤلّفات كثيرة في هذا المجال. وأمّا الآراء والأقوال التي قدّمت في هذا المجال فهي