وكانَ مِن أهلِ الثَّعلَبِيَّةِ ، ولَم يَكُن فِي الطَّريقِ رَجُلٌ أكبَرَ مِنهُ ، فَقُلتُ : مِثلُ مَن كُنتَ حينَ مَرَّ بِكُم حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ؟
قالَ : غُلامٌ يَفَعتُ - قالَ : - فَقامَ إلَيهِ أخٌ لي كانَ أكبَرَ مِنّي يُقالُ لَهُ زُهَيرٌ ، قالَ : أيِ ابنَ بِنتِ رَسولٍ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، إنّي أراكَ في قِلَّةٍ مِنَ النّاسِ !
فَأَشارَ الحُسَينُ عليه السلام بِسَوطٍ في يَدِهِ هكَذا ، فَضَرَبَ حَقيبَةً وَراءَهُ ، فَقالَ : ها إنَّ هذِهِ مَملوءَةٌ كُتُباً ، فَكَأَنَّهُ شَدَّ مِن مُنَّةِ ۱ أخي .
قالَ سُفيانُ : فَقُلتُ لَهُ : ابنُ كَم أنتَ ؟ قالَ : ابنُ سِتَّ عَشرَةَ ومِئَةٍ .
قالَ سُفيانُ: وكُنّا استَودَعناهُ طَعاماً لَنا ومَتاعاً، فَلَمّا رَجَعنا طَلَبناهُ مِنهُ، قالَ: إن كانَ طَعاماً فَلَعَلَّ الحَيَّ قَد أكَلوهُ ! فَقُلنا : إنّا للَّهِِ ذَهَبَ طَعامُنا ! فَإِذا هُوَ يَمزَحُ مَعي، فَأَخرَجَ إلَينا طَعامَنا ومَتاعَنا. ۲
۷ / ۲۲
خَبَرُ شَهادَةِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ
۶۹۰.الإرشاد عن عبد اللَّه بن سليمان والمنذر بن المشمعلّ الأسديّين : لَمّا قَضَينا حَجَّنا ، لَم تَكُن لَنا هِمَّةٌ إلَّا اللَّحاقَ بِالحُسَينِ عليه السلام فِي الطَّريقِ ، لِنَنظُرَ ما يَكونُ مِن أمرِهِ ، فَأَقبَلنا تُرقِلُ ۳ بِنا نِياقُنا مُسرعَينِ حَتّى لَحِقنا بِزَرودَ ، فَلَمّا دَنَونا مِنهُ ، إذا نَحنُ بِرَجُلٍ مِن أهلِ الكوفَةِ قَد عَدَلَ عَنِ الطَّريقِ حينَ رَأَى الحُسَينَ عليه السلام ، فَوَقَفَ الحُسَينُ عليه السلام كَأَنَّهُ يُريدُهُ ، ثُمَّ تَرَكَهُ ومَضى ، ومَضَينا نَحوَهُ .
1.المُنّةُ - بالضمّ - : القوّة ، وخصّ بعضهم به قوّة القلب (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۴۱۵ «منن») .
2.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۴ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۵ نحوه وليس فيهما ذيله من «فكأنّه» وفيها «بجير» بدل «بحير» .
3.أرقَلَ : أسرع (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۸۶ «رقلة») .