رَسولي فَأَكمِشوا أمرَكم وجِدّوا ۱ ؛ فَإِنّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيّامي هذِهِ إن شاءَ اللَّهُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .
وكانَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ قَد كانَ كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام قَبلَ أن يُقتَلَ لِسَبعٍ وعِشرينَ لَيلَةً : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الرّائِدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ ، إنَّ جَمعَ أهلِ الكوفَةِ مَعَكَ ، فَأقبِل حينَ تَقرَأُ كِتابي ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام بِالصِّبيانِ وَالنِّساءِ مَعَهُ ، لا يَلوي عَلى شَيءٍ ، وأقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ إلَى الكوفَةِ بِكِتابِ الحُسَينِ عليه السلام ، حَتّى إذَا انتَهى إلَى القادِسِيَّةِ أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ ۲ ، فَبَعَثَ بِهِ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : اِصعَد إلَى القَصرِ فَسُبَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ ؛ فَصَعِدَ ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خَيرُ خَلقِ اللَّهِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، وأَنا رَسولُهُ إلَيكُم ، وقَد فارَقتُهُ بِالحاجِرِ ؛ فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ، وَاستَغفَرَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام .
قالَ : فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ أن يُرمى بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ ، فَرُمِيَ بِهِ ، فَتَقَطَّعَ فَماتَ . ۳
۶۷۶.الملهوف : كَتَبَ الحُسَينُ عليه السلام كِتاباً إلى سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، وَالمُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ ، ورِفاعَةَ بنِ شَدّادٍ ، وجَماعَةٍ مِنَ الشّيعَةِ بِالكوفَةِ ، وبَعَثَ بِهِ مَعَ قَيسِ بِن مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ .
فَلَمّا قارَبَ دُخولَ الكوفَةِ اعتَرَضَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ صاحِبُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ
1.أكمَشَ في السير والعمل : أسرع (تاج العروس : ج ۹ ص ۱۸۸ «كمش») .
2.كذا في المصدر ، وفي أكثر المصادر : «الحصين بن نمير» .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۸ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۶۰ وليس فيه صدره إلى «بركاته» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۷۰ بزيادة «ويقال : بل بعث أخاه من الرضاعة عبد اللَّه بن يقطر» بعد «بعث قيس بن مسهر الصيداوي» ، مثير الأحزان : ص ۴۲ وفي الثلاثة الأخيرة «الحصين بن نمير» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۶۹ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۴۵ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ وروضة الواعظين : ص ۱۹۶ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۶ .