631
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۶۶۶.الإرشاد عن الفرزدق : حَجَجتُ بِاُمّي في سَنَةِ سِتّينَ ، فَبَينا أنَا أسوقُ بَعيرَها حينَ دَخَلتُ الحَرَمَ إذ لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خارِجاً مِن مَكَّةَ ، مَعَهُ أسيافُهُ وتِراسُهُ .
فَقُلتُ : لِمَن هذَا القِطارُ ؟ فَقيلَ : لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَتَيتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ وقُلتُ لَهُ : أعطاكَ اللَّهُ سُؤلَكَ ، وأمَّلَكَ فيما تُحِبُّ ، بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أعجَلَكَ عَنِ الحَجِّ ؟
فَقالَ : لَو لَم أعجَل لَاُخِذتُ ، ثُمَّ قالَ لي : مَن أنتَ ؟ قُلتُ : اُمُرؤٌ مِنَ العَرَبِ ، فَلا وَاللَّهِ ما فَتَّشَني عَن أكثَرَ مِن ذلِكَ ، ثُمَّ قالَ لي : أخبِرني عَنِ النّاسِ خَلفَكَ ، فَقُلتُ : الخَبيرَ سَأَلتَ ، قُلوبُ النّاسِ مَعَكَ ، وأسيافُهُم عَلَيكَ ، وَالقَضاءُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ، وَاللَّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ .
فَقالَ : صَدَقتَ ، للَّهِ‏ِ الأَمرُ ، وكُلَّ يَومٍ رَبُّنا هُوَ في شَأنٍ ، إن نَزَلَ القَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحمَدُ اللَّهَ عَلى‏ نَعمائِهِ ، وهُوَ المُستَعانُ عَلى‏ أداءِ الشُّكرِ ، وإن حالَ القَضاءُ دونَ الرَّجاءِ ، فَلَم يَبعُد مَن كانَ الحَقَّ نِيَّتُهُ ، وَالتَّقوى‏ سَريرَتُهُ . فَقُلتُ لَهُ : أجَل ، بَلَّغَكَ اللَّهُ ما تُحِبُّ ، وكَفاكَ ما تَحذَرُ . ۱

۶۶۷.تذكرة الخواصّ : أمَّا الحُسَينُ عليه السلام ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِن مَكَّةَ سابِعَ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتّينَ ، فَلَمّا وَصَلَ بُستانَ بَني عامِرٍ ، لَقِيَ الفَرَزدَقَ الشّاعِرَ وكانَ يَومَ التَّروِيَةِ .
فَقالَ لَهُ : إلى‏ أينَ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أعجَلَكَ عَنِ المَوسِمِ ؟! قالَ : لَو لَم أعجَل لَاُخِذتُ أخذاً ، فَأَخبِرني يا فَرَزدَقُ عَمّا وَراءَكَ ؟ فَقالَ : تَرَكتُ النّاسَ بِالعِراقِ قُلوبَهُم مَعَكَ ، وسُيوفَهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ ، فَاتَّقِ اللَّهَ في نَفسِكَ وَارجِع .
فَقالَ لَهُ : يا فَرَزدَقُ ! إنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ ،

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۵ وليس فيه ذيله من «وقضاء ينزل» ، مثير الأحزان : ص ۴۰ عن عبيد اللَّه بن سليم والمدري نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
630

وَالوَهطُ : حائِطٌ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو بِالطّائِفِ ؛ قالَ : وكانَ مُعاوِيَةُ قَد ساوَمَ بِهِ عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمرٍو ، وأعطاهُ بِهِ مالاً كَثيراً ، فَأَبى‏ أن يَبيعَهُ بِشَي‏ءٍ . ۱

۶۶۵.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن سفيان بن عيينة : حَدَّثَني لَبَطَةُ بنُ الفَرَزدَقِ وهُوَ فِي الطَّوافِ ، وهُوَ مَعَ ابنِ شُبُرمَةَ ، قالَ : أخبَرَني أبي ، قالَ : خَرَجنا حُجّاجاً فَلَمّا كُنّا بِالصِّفاحِ ، إذا نَحنُ بِرَكبٍ عَلَيهِمُ اليَلامِقُ ۲ ومَعَهُمُ الدَّرَقُ ۳ ، فَلَمّا دَنَوتُ مِنهُم إذا أنَا بِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقُلتُ : أي أبا عَبدِ اللَّهِ! قالَ : يا فَرَزدَقُ ما وَراءَكَ ؟ قالَ : أنتَ أحَبُّ النّاسِ ، وَالقَضاءُ فِي السَّماءِ ، وَالسُّيوفُ مَعَ بَني اُمَيَّةَ .
قالَ : ثُمَّ دَخَلنا مَكَّةَ ، فَلَمّا كُنّا بِمِنىً قُلتُ لَهُ : لَو أتَينا عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمروٍ فَسَأَلناهُ عَن حُسَينٍ وعَن مَخرَجِهِ . فَأَتَينا مَنزِلَهُ بِمِنىً ، فَإِذا نَحنُ بِصِبيَةٍ لَهُ سودٍ مُوَلَّدينَ يَلعَبونَ ، قُلنا : أينَ أبوكُم ؟ قالوا : فِي الفُسطاطِ يَتَوَضَّأُ .
فَلَم نَلبَث أن خَرَجَ عَلَينا مِن فُسطاطِهِ ، فَسَأَلناهُ عَن حُسَينٍ عليه السلام فَقالَ : أما إنَّهُ لا يَحيكُ فيهِ السِّلاحُ ، قالَ : فَقُلتُ لَهُ : تَقولُ هذا فيهِ ، وأنتَ الَّذي قاتَلتَهُ وأباهُ ! فَسَبَّني وسَبَبتُهُ .
ثُمَّ خَرَجنا حَتّى‏ أتَينا ماءً لَنا يُقالُ لَهُ «تعشار» ، فَجَعَلَ لا يَمُرُّ بِنا أحَدٌ إلّا سَأَلناهُ عَن حُسَينٍ عليه السلام ، حَتى‏ مَرَّ بِنا رَكبٌ فَنادَيناهُم : ما فَعَلَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ؟
قالوا : قُتِلَ . فَقُلتُ : فَعَلَ اللَّهُ بِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو وفَعَلَ .
قالَ سُفيانُ : ذَهَبَ الفَرَزدَقُ إلى‏ غَيرِ المَعنى‏ - أو قالَ : الوَجهِ - إنَّما قالَ : لا يَحيكُ فيهِ السِّلاحُ ولا يَضُرُّهُ القَتلُ مَعَ ما قَد سَبَقَ لَهُ . ۴

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۶ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۷ نحوه وليس فيه ذيله من «قال : وكان أهل» .

2.اليَلْمَقْ : القباء - فارسي - (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۹۱ «يَلْمَق») .

3.الدَّرَقُ : ضرب من الترسة ، الواحدة دَرَقَة تتَّخذ من الجلد (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۹۵ «درق») .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۲ الرقم ۴۳۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۲ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۲ كلاهما نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8700
صفحه از 850
پرینت  ارسال به