۶۶۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الفرزدق : لَقيتُ حُسَيناً عليه السلام ، فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ ! لَو أقَمتَ حَتّى يَصدُرَ النّاسُ ، لَرَجَوتُ أن يَتَقَصَّفَ ۱
أهلُ المَوسِمِ مَعَكَ . فَقالَ : لَم آمَنهُم يا أبا فِراسٍ .
قالَ : فَدَخَلتُ مَكَّةَ ، فَإِذا فُسطاطٌ ۲ وهَيئَةٌ ، فَقُلتُ: لِمَن هذا ؟ قالوا : لِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَأَتَيتُهُ فَإِذا شَيخٌ أحمَرُ ، فَسَلَّمتُ ، فَقالَ : مَن ؟ قُلتُ : الفَرَزدَقُ ، أتَرى أن أنصُرَ حُسَيناً عليه السلام ؟ قالَ : إذاً تُصيبَ أجراً وذُخراً ، قُلتُ : بِلا دُنيا ؟! فَأَطرَقَ ثُمَّ قالَ : يَا بنَ غالِبٍ ، لَتَتِمَّنَّ خِلافَةُ يَزيدَ ، فَانظُرَن . فَكَرِهتُ ما قالَ .
قالَ : فَسَبَبتُ يَزيدَ ومُعاوِيَةَ ، قالَ : مَه! قَبَّحَكَ اللَّهُ . فَغَضِبتُ فَشَتَمتُهُ وقُمتُ ، ولَو حَضَرَ حَشَمُهُ ۳ لَأَوجَعوني . فَلَمّا قَضَيتُ الحَجَّ رَجَعتُ ، فَإِذا عيرٌ ، فَصَرَختُ : ألا ما فَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام ؟ فَرَدّوا عَلَيَّ : ألا قُتِلَ . ۴
۶۶۴.تاريخ الطبري عن الفرزدق بن غالب : حَجَجتُ بِاُمّي ، فَأَنَا أسوقُ بَعيرَها حينَ دَخَلتُ الحَرَمَ في أيّامِ الحَجِّ ، وذلِكَ في سَنَةِ سِتّينَ ، إذ لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خارِجاً مِن مَكَّةَ ، مَعَهُ أسيافُهُ وتِراسُهُ ، فَقُلتُ : لِمَن هذَا القِطارُ ؟ فَقيلَ : لِلحُسَينِ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَتَيتُهُ فَقُلتُ : بِأَبي واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أعجَلَكَ عَنِ الحَجِّ ؟ فَقالَ : لَو لَم أعجَل لَاُخِذتُ .
قالَ : ثُمَّ سَأَلَني : مِمَّن أنتَ ؟ فَقُلتُ لَهُ : اُمرُؤٌ مِنَ العِراقِ ؛ قالَ : فَوَاللَّهِ ما فَتَّشَني عَن أكثَرَ مِن ذلِكَ ، وَاكتَفى بِها مِنّي ، فَقالَ : أخبِرني عَنِ النّاسِ خَلفَكَ ؟
1.القصف : الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام ، ويتقصّف عليه أبناؤهم ، أي يزدحمون (النهاية : ج ۴ ص ۷۳ «قصف») .
2.الفُسْطَاطُ : ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق (النهاية : ج ۳ ص ۴۴۵ «فسط») .
3.حَشَمُ الرجل : خَدَمُه ومن يغضب له (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۰ «حشم») .
4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۵ الرقم ۴۳۸ وراجع : الرقم ۴۳۷ و سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۳ .