فَلَمّا أيِسَ مِنهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ ، أمَرَ ابنَيهِ عَوناً ومُحَمَّداً بِلُزومِهِ ، وَالمَسيرِ مَعَهُ وَالجِهادِ دونَهُ ، ورَجَعَ مَعَ يَحيَى بنِ سَعيدٍ إلى مَكَّةَ . ۱
۷ / ۱۴
لِقاءُ الفَرَزدَقِ فِي الصِّفاحِ
۶۶۱.تاريخ الطبري عن عبد اللَّه بن سليم والمذري : أقبَلنا حَتَّى انتَهَينا إلَى الصِّفاحِ ۲ ، فَلَقِيَنا الفَرَزدَقُ بنُ غالِبٍ الشّاعِرُ ، فَواقَفَ حُسَيناً عليه السلام فَقالَ لَهُ : أعطاكَ اللَّهُ سُؤلَكَ ، وأمَّلَكَ فيما تُحِبُّ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : بَيِّن لَنا نَبَأَ النّاسِ خَلفَكَ ، فَقالَ لَهُ الفَرَزدَقُ : مِنَ الخَبيرِ سَأَلتَ ، قُلوبُ النّاسِ مَعَكَ ، وسُيوفُهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ ، وَالقَضاءُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ، وَاللَّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : صَدَقتَ ، للَّهِِ الأَمرُ ، وَاللَّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ ، وكُلَّ يَومٍ رَبُّنا في شَأنٍ ، إن نَزَلَ القَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحمَدُ اللَّهَ عَلى نَعمائِهِ ، وهُوَ المُستعانُ عَلى أداءِ الشُّكرِ ، وإن حالَ القَضاءُ دونَ الرَّجاءِ ، فَلَم يَعتَدِ مَن كانَ الحَقَّ نِيَّتُهُ ، وَالتَّقوى سَريرَتُهُ . ثُمَّ حَرَّكَ الحُسَينُ عليه السلام راحِلَتَهُ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ ، ثُمَّ افتَرَقا . ۳
۶۶۲.أنساب الأشراف : ولَمّا صارَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الصِّفاحِ ، لَقِيَهُ الفَرَزدَقُ بنُ غالِبٍ الشّاعِرُ ، فَسَأَلَهُ عَن أمرِ النّاسِ وَراءَهُ .
فَقالَ لَهُ الفَرَزدَقُ : اَلخَبيرَ سَأَلتَ ، إنَّ قُلوبَ النّاسِ مَعَكَ ، وسُيوفَهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ ، وَالقَضاءُ مِنَ السَّماءِ ، وَاللَّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : صَدَقتَ . ۴
1.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۶ نحوه وليس فيه صدره إلى «عن وجهه» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۶ .
2.الصِّفاحُ : هي من أوائل المنازل في طريق مكّة إلى الكوفة (راجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب) .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۷ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۶ عن أبي مخنف بإسناده وكلّها نحوه .
4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۶ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۵۹ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ نحوه وفيه «في ذات عرق» بدل «الصفاح» وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۶ الرقم ۴۳۹ والأخبار الطوال : ص ۲۴۵ .