۶۴۱.الكامل في التاريخ : ثُمَّ خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام يَومَ التَّروِيَةِ ، فَاعتَرَضَهُ رُسُلُ عَمرِو بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ ، وهُوَ أميرٌ عَلَى الحِجازِ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ مَعَ أخيهِ يَحيى ، يَمنَعونَهُ ، فَأَبى عَلَيهِم ومَضى ، وتَضارَبوا بِالسِّياطِ ، وَامتَنَعَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ . ۱
۶۴۲.العقد الفريد عن أبي عبيد القاسم بن سلّام : قَدِمَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ في رَمضانَ أميراً عَلَى المَدينَةِ وَالمَوسِمِ ، وعَزَلَ الوَليدَ بنَ عُتبَةَ ، فَلَمَّا استَوى عَلَى المِنبَرِ رَعَفَ ۲ ، فَقالَ أعرابِيٌّ : مَه ۳ ! جاءَنا وَاللَّهِ بِالدَّمِ ! قالَ : فَتَلَقّاهُ رَجُلٌ بِعِمامَتِهِ ، فَقالَ : مَه ! عَمَّ النّاسَ وَاللَّهِ ! ثُمَّ قامَ فَخَطَبَ ، فَناوَلوهُ عَصاً لَها شُعبَتانِ ، فَقالَ : تَشَعَّبَ النّاسُ وَاللَّهِ !
ثُمَّ خَرَجَ إلى مَكَّةَ فَقَدِمَها قَبلَ يَومِ التَّروِيَةِ بِيَومٍ ، ووَفَدَتِ النّاسُ لِلحُسَينِ عليه السلام يَقولونَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لَو تَقَدَّمتَ فَصَلَّيتَ بِالنّاسِ فَأَنزَلتَهُم بِدارِكَ ؟ إذ جاءَ المُؤَذِّنُ فَأَقامَ الصَّلاةَ ، فَتَقَدَّمَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ فَكَبَّرَ ، فَقيلَ لِلحُسَينِ عليه السلام : اُخرُج أبا عَبدِ اللَّهِ إذ أبَيتَ أن تَتَقَدَّم . فَقالَ : اَلصَّلاةُ فِي الجَماعَةِ أفضَلُ . قالَ : فَصَلّى ثُمَّ خَرَجَ .
فَلَمَّا انصَرَفَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ ، بَلَغَهُ أنَّ حُسَيناً عليه السلام قَد خَرَجَ ، فَقالَ : اُطلُبوهُ ، اِركَبوا كُلَّ بَعيرٍ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ فَاطلُبوهُ . قالَ : فَعَجِبَ النّاسُ مِن قَولِهِ هذا ، فَطَلَبوهُ فَلَم يُدرِكوهُ . ۴
۶۴۳.المحاسن والمساوئ عن أبي معشر : قَدِمَ عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ في رَمَضانَ أميراً عَلَى المَدينَةِ وعَلَى المَوسِمِ ، وعَزَلَ الوَليدَ بنَ عُتبَةَ ، فَلَمَّا استَوى عَلَى المِنبَرِ رَعَفَ ، فَقالَ أعرابِيٌّ : ما ۵ جاءَنا وَاللَّهِ بِالدّمِ ! قالَ : فَتَلَقّاهُ رَجُلٌ بِعِمامَتِهِ ، فَقالَ : ما عَمَّ النّاسَ وَاللَّهِ ! ثُمَّ
1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۷ .
2.الرُعافُ : الدم يخرج من الأنف ، رعَفَ يَرعَفُ ويَرعُفُ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۶۵ «رعف») .
3.مَهْ : بمعنى اسكت (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۷ «مهه») .
4.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۳ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۴ .
5.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ «ما» زائدة وكذلك في العبارة التالية ، والصواب : «جاءنا واللَّه بالدم» و«عمّ الناس واللَّه» ، ولعلّ الصواب «مه» بدل «ما» ، كما في المتن السابق له وكما في الإمامة والسياسة .