613
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

كلام حول حركة قافلة الإمام من مكّة إلى كربلاء

تفيد أصحّ الروايات بأنّ قافلة الإمام الحسين عليه السلام غادرت مكّة متّجهةً إلى الكوفة بعد إقامةٍ في‏مكّة دامت أربعة أشهر وخمسة أيّام، وذلك في يوم الثلاثاء الثامن من ذي الحجّة سنة (۶۰ ه . ق) ۱ ، إلّا أنّه اُجبر على النزول في كربلاء عندما بلغ أطراف الكوفة ، فمنعه عسكر ابن زياد .
الجدير بالذكر هو أنّ الإمام سار في بداية انطلاقه باتّجاه التنعيم الواقع في الشمال الغربي وعلى طريق المدينة ، بدلاً من انطلاقه باتّجاه الشمال الشرقي ومنزل الصفاح، الذي هو أوّل منزل في طريق مكّة إلى الكوفة، وبذلك فقد ازدادت المسافة بحوالي تسعة كيلومترات.
ومن المحتمل أن يكون سبب اتّخاذه لهذا الإجراء هو تضليل الجنود الذين كانوا يحولون دون تحرّكه باتّجاه الكوفة أو كان محاولة لتوعية الحجّاج القادمين من المدينة إلى التنعيم .
وقد تمّ تحديد خطّ حركة قافلة الإمام من مكّة إلى كربلاء في الخارطة الخاصّة التي تمّ إعدادها في آخر الكتاب ۲ . وأمّا المنازل التي اجتازتها هذه القافلة فهي حسب التسلسل كما يلي :
بعد الخروج من مكّة المكرمة ۱ - التنعيم ۲ - الصّفاح ۳ - بستان ابن عامر ۴ - ذات عرق ۵ - غمرة ۶ - المسلح ۷ - الاُفيعية ۸ - معدن بني سليم ۹ - العمق ۱۰ - السليلية ۱۱ - الرّبذة ۱۲ - مغيثة الماوان ۱۳ - النقرة ۱۴ - الحاجر ۱۵ - سميراء ۱۶ - توز

1.راجع : ص ۶۱۰ (ملاحظة تاريخية وفقهية حول خروج الإمام عليه السلام من مكّة) .

2.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
612

إنَّ المُتَمَتِّعَ مُرتَبِطٌ بِالحَجِّ ، وَالمُعتَمِرُ إذا فَرَغَ مِنها ذَهَبَ حَيثُ شاءَ ، وقَدِ اعتَمَرَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام في ذِي الحِجَّةِ ثُمَّ راحَ يَومَ التَّروِيَةِ إلَى العِراقِ ، وَالنّاسُ يَروحونَ إلى‏ مِنى‏ ، ولا بَأسَ بِالعُمرَةِ في ذي الحِجَّةِ لِمَن لا يُريدُ الحَجَ‏ . ۱
ثانياً : لا يصحّ من الناحية الفقهية تغيير إحرام الحجّ إلى العمرة ، والشخص المحرم بإحرام الحجّ يخرج من الإحرام بالتضحية إذا ما منعه شي‏ء منه . ۲ ولا يتغيّر حجّه إلى العمرة ، ولذلك يقول الفقيه الكبير آية اللَّه السيّد محسن الحكيم في هذا المجال :
وأمّا ما في بعض كتب المقاتل من أنّه جعل عمرتَه عمرةً مفردة ممّا يظهر منه أنّها كانت عمرة تمتّع وعدل بها إلى الإفراد ، فليس ممّا يصحّ التعويل عليه في مقابل الأخبار المذكورة الّتي رواها أهل البيت عليهم السلام‏ . ۳
ومن البديهي أنّه لو كان هناك دليل يمكن الاعتماد عليه على أنّ الإمام كان قد أبدل حجّه إلى عمرة ، لَما أفتى الفقهاء بخلافه ، وعلى هذا - وكما سبقت الإشارة - فإنّنا لا نفتقد الدليل على هذا المعنى وحسب ، بل إنّ الدليل يُثبت خلاف ذلك .

1.الكافي : ج ۴ ص ۵۳۵ ح ۴ ، تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۴۳۷ ح ۱۵۱۹ وراجع : ص ۴۳۶ ح ۱۵۱۶ والكافي : ج ۴ ص ۵۳۵ ح ۳ .

2.راجع : تهذيب الأحكام : ج ۱۲ ص ۳۴۹ وتقريرات الحجّ للگلپايگاني : ج ۱ ص ۵۸ و كتاب الحجّ للداماد : ج ۱ ص ۳۳۳ .

3.مستمسك العروة الوثقى : ج ۱۱ ص ۱۹۲ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8646
صفحه از 850
پرینت  ارسال به