603
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

إلَى العِراقِ لِيَخلُوَ بِمَكَّةَ .
فَقَدِما مَكَّةَ ، فَنَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام دارَ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، ولَزِمَ ابنُ الزُّبَيرِ الحِجرَ ولَبِسَ المَعافِرِيَّ ۱ ، وجَعَلَ يُحَرِّضُ النّاسَ عَلى‏ بَني اُمَيَّةَ ، وكانَ يَغدو ويَروحُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ويُشيرُ عَلَيهِ أن يَقدَمَ العِراقَ ، ويَقولُ : هُم شيعَتُكَ وشيعَةُ أبيكَ ، وكانَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ يَنهاهُ عَن ذلِكَ ، ويَقولُ : لا تَفعَل ، وقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : أي فِداكَ أبي واُمّي مَتِّعنا بِنَفسِكَ ، ولا تَسِر إلَى العِراقِ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلَكَ هؤُلاءِ القَومُ لَيَتَّخِذُنّا خَوَلاً ۲ وعَبيداً . ۳

۶۱۷.الأخبار الطوال : بَلَغَ عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ما يَهُمُّ بِهِ الحُسَينُ عليه السلام ، فَأَقبَلَ حَتّى‏ دَخَلَ عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ : لَو أقَمتَ بِهذَا الحَرَمِ ، وبَثَثتَ رُسُلَكَ فِي البُلدانِ ، وكَتَبتَ إلى‏ شيعَتِكَ بِالعِراقِ أن يَقدَموا عَلَيكَ ، فَإِذا قَوِيَ أمرُكَ نَفَيتَ عُمّالَ يَزيدَ عَن هذَا البَلَدِ ، وعَلَيَّ لَكَ المُكانَفَةُ ۴ وَالمُؤازَرَةُ ، وإن عَمِلتَ بِمَشورَتي طَلَبتَ هذَا الأَمرَ بِهذَا الحَرَمِ ؛ فَإِنَّهُ مَجمَعُ أهلِ الآفاقِ ، ومَورِدُ أهلِ الأَقطارِ ، لم يُعدِمكَ بِإِذنِ اللَّهِ إدراكَ ما تُريدُ ، ورَجَوتُ أن تَنالَهُ . ۵

۶۱۸.شرح الأخبار : لَمّا هَمَّ [الحُسَينُ عليه السلام‏] بِالخُروجِ مِن مَكَّةَ لَقِيَهُ ابنُ الزُّبَيرِ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، إنَّكَ مَطلوبٌ ، فَلَو مَكَثتَ بِمَكَّةَ ، فَكُنتَ كَأَحدِ حَمامِ هذَا البَيتِ ، وَاستَجَرتَ بِحَرَمِ اللَّهِ ، لَكانَ ذلِكَ أحسَنُ لَكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : يَمنَعُني مِن ذلِكَ قَولُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : «سَيَستَحِلُّ هذَا الحَرَمَ مِن

1.المعافري : هي بُرود باليمن منسوبة إلى معافِر ؛ وهي قبيلة باليمن (النهاية : ج ۳ ص ۲۶۲ «عفر») .

2.خَوَلاً : أي خدماً (النهاية : ج ۲ ص ۸۸ «خول») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ .

4.أكنِفُ راعِيكَ : أي أعينه وأكون إلى جانبه (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶ «كنف») .

5.الأخبار الطوال : ص ۲۴۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
602

لَأَخرَجوني حَتّى‏ يَقضوا فِيَّ حاجَتَهُم ، وَاللَّهِ ليعتدوا ۱ فِيَّ كَمَا اعتَدَتِ اليَهودُ فِي السَّبتِ . ۲

۶۱۴.مروج الذهب : بَلَغَ ابنَ الزُّبَيرِ أنَّهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] يُريدُ الخُروجَ إلَى الكوفَةِ ، وهُوَ أثقَلُ النّاسِ عَلَيهِ ، قَد غَمَّهُ مَكانُهُ بِمَكَّةَ ؛ لِأَنَّ النّاسَ ما كانوا يَعدِلونَهُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، فَلَم يَكُن شَي‏ءٌ يُؤتاهُ أحَبَّ إلَيهِ مِن شُخوصِ الحُسَينِ عليه السلام عَن مَكَّةَ ، فَأَتاهُ فَقالَ : أبا عَبدِ اللَّهِ ، ما عِندَكَ ؟ فَوَاللَّهِ لَقَد خِفتُ اللَّهَ في تَركِ جِهادِ هؤُلاءِ القَومِ عَلى‏ ظُلمِهِم وَاستِذلالِهِمُ الصّالحينَ مِن عِبادِ اللَّهِ .
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : قَد عَزَمتُ عَلى‏ إتيانِ الكوفَةِ . فَقالَ : وَفَّقَكَ اللَّهُ ، أما لَو أنَّ لي بِها مِثلَ أنصارِكَ ما عَدَلتُ عَنها . ثُمَّ خافَ أن يَتَّهِمَهُ ، فَقالَ : ولَو أقَمتَ بِمَكانِكَ فَدَعَوتَنا وأهلَ الحِجازِ إلى‏ بَيعَتِكَ ، أجَبناكَ وكُنّا إلَيكَ سِراعاً ، وكُنتَ أحَقَّ بِذلِكَ مِن يَزيدَ وأبي يَزيدَ . ۳

۶۱۵.أنساب الأشراف : عَرَضَ ابنُ الزُّبَيرِ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام أن يُقيمَ بِمَكَّةَ فَيُبايِعَهُ ويُبايِعَهُ النّاسُ ، وإنَّما أرادَ بِذلِكَ ألّا يَتَّهِمَهُ وأن يُعذِرَ فِي القَولِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِن مَكَّةَ بِشِبرٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ فيها، ولَأَن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرَينِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ خارِجاً مِنها بِشِبرٍ . ۴

۶۱۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام وعَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ مِن لَيلَتِهِما إلى‏ مَكَّةَ ، فَأَصبَحَ النّاسُ فَغَدَوا عَلَى البَيعَةِ لِيَزيدَ ، وطُلِبَ الحُسَينُ عليه السلام وابنُ الزُّبَيرِ فَلَم يوجَدا ، فَقالَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ : عَجَّلَ أبو عَبدِ اللَّهِ ، وابنُ الزُّبَيرِ الآنَ يَلفِتُهُ ۵ ويُزجيهِ

1.هناك احتمالان في هذه الكلمة : الأوّل : أن تكون اللّام للتعليل ، وعندها تكون الكلمة صحيحة بهذا الشكل . الثاني : أن تكون اللّام للتوكيد ، وعندها لابدّ أن تكون الكلمة بهذا الشكل : «لَيعتَدُنَّ» .

2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۴۵ ح ۱۰۸۷ .

3.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۵ .

4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۵ .

5.لَفَتَه : صرفه (الصحاح : ج ۱ ص ۲۶۴ «لفت») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11847
صفحه از 850
پرینت  ارسال به