587
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

لَو أقَمتَ حَتّى‏ يَصدُرَ النّاسُ لَرَجَوتُ أن يَتَقَصَّفَ ۱ أهلُ المَوسِمِ مَعَكَ ، فَقالَ : لَم آمَنهُم يا أبا فِراسٍ . ۲

۵۹۳.الإرشاد : لَمّا أرادَ الحُسَينُ عليه السلام التَّوَجُّهَ إلَى العِراقِ ، طافَ بِالبَيتِ وسَعى‏ بَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ، وأحَلَّ مِن إحرامِهِ وجَعَلَها عُمرَةً ؛ لِأَنَّهُ لَم يَتَمَكَّن مِن تَمامِ الحَجِّ ؛ مَخافَةَ أن يُقبَضَ عَلَيهِ بِمَكَّةَ فَيُنفَذَ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَخَرَجَ عليه السلام مُبادِراً بِأَهلِهِ ووُلدِهِ ومَنِ انضَمَّ إلَيهِ مِن شيعَتِهِ ، ولَم يَكُن خَبَرُ مُسلِمٍ قَد بَلَغَهُ ؛ لِخُروجِهِ يَومَ خُروجِهِ عَلى‏ ما ذَكَرناهُ .
فَرُوِيَ عَنِ الفَرَزدَقِ الشّاعِرِ أنَّهُ قالَ : حَجَجتُ بِاُمّي في سَنَةِ سِتّينَ ، فَبَينا أنَا أسوقُ بَعيرَها حينَ دَخَلتُ الحَرَمَ ، إذ لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خارِجاً مِن مَكَّةَ ، مَعَهُ أسيافُهُ وتِراسُهُ . ۳
فَقُلتُ : لِمَن هذا القِطارُ ۴ ؟ فَقيلَ : لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَتَيتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وقُلتُ لَهُ : أعطاكَ اللَّهُ سُؤلَكَ وأَمَلَكَ فيما تُحِبُّ ، بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أعجَلَكَ عَنِ الحَجِّ ؟
فَقالَ : لَو لَم أعجَل لَاُخِذتُ . ۵

۷ / ۳

حِوارُ الإِمامِ عليه السلام مَعَ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَبّاسٍ‏

۵۹۴.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : إنَّ حُسَيناً عليه السلام لَمّا أجمَعَ المَسيرَ إلَى الكوفَةِ ، أتاهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ

1.يَتَقَصَّفُ عليه الناس : أي يزدحمون (النهاية : ج ۴ ص ۷۳ «قصف») .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۵ ح ۴۳۸ .

3.التُّرس من السلاح : المتوقّى بها ، الجمع تِراس (تاج العروس : ج ۸ ص ۲۱۵ «ترس») .

4.القِطارُ : قِطارُ الإبل (الصحاح : ج ۲ ص ۷۹۶ «قطر») .

5.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۵ ، مثير الأحزان : ص ۳۸ و ص ۴۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۳ و ص ۳۶۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
586

فَأَتاهُ فَأَخَذَ زِمامَ ناقَتِهِ وقَد رَكِبَها ، فَقالَ : يا أخي ، ألَم تَعِدنِي النَّظَرَ فيما سَأَلتُكَ ؟ قالَ : بَلى‏ .
قالَ : فَما حَداكَ عَلَى الخُروجِ عاجِلاً ؟ فَقالَ : أتاني رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بَعدَما فارَقتُكَ، فَقالَ : يا حُسَينُ اخرُج ، فَإِنَّ اللَّهَ قَد شاءَ أن يَراكَ قَتيلاً .
فَقالَ مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : (إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ)۱ ، فَما مَعنى‏ حَملِكَ هؤُلاءِ النِّساءَ مَعَكَ وأنتَ تَخرُجُ عَلى‏ مِثلِ هذَا الحالِ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ : قَد قالَ لي : إنَّ اللَّهَ قَد شاءَ أن يَراهُنَّ سَبايا . وسَلَّمَ عَلَيهِ ومَضى‏ . ۲

۵۹۱.الملهوف عن معمر بن المثنّى في مقتل الحسين عليه السلام : فَلَمّا كانَ يَومُ التَّروِيَةِ ۳ ، قَدِمَ عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ ۴ إلى‏ مَكَّةَ في جُندٍ كَثيفٍ ، قَد أمَرَهُ يَزيدُ أن يُناجِزَ الحُسَينَ عليه السلام القِتالَ إن هُوَ ناجَزَهُ ، أو يُقاتِلَهُ إن قَدَرَ عَلَيهِ ، فَخَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام يَومَ التَّروِيَةِ . ۵

۵۹۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الفرزدق : لَقيتُ حُسَيناً عليه السلام ، فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ !

1.البقرة : ۱۵۶ .

2.الملهوف : ص ۱۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۴ .

3.يوم التروية : هو اليوم الثامن من ذي الحجّة ، سُمّي بذلك لأنّهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۰ «روى») .

4.عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن اُميّة ، المعروف بالأشدق ،من التابعين .هو مصداق لما تنبّأ به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله حيث قال : «ليرعفنّ على منبري جبّار من جبابرة بني اُمية: يسيل رعافه»،رعف على منبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله حتّى سال رعافه . كان يلقّب ب «لطيم الشيطان» . وقيل إنّه أوّل من أسرّ البسملة في الصلاة مخالفةً لابن الزبير ؛ لأنّه كان يجهر بها . ولي المدينة لمعاوية وليزيد بن معاوية بعد خلع الوليد بن عتبة ، وقُتل الحسينُ عليه السلام وهو عليها ، ثمّ طلب الخلافة وغلب على دمشق . ثمّ قتله عبدالملك بن مروان بيده بعد أن أعطاه الأمان في سنة (۶۹ ه ) واستصوب ابن حجر قتله في (۷۰ ه ) ، وقال عنه : كان مسرفاً على‏ نفسه (راجع: المسند لابن حنبل : ج ۳ ص ۶۱۰ ح ۱۰۷۶۸ والطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۳۷ وتهذيب التهذيب: ج ۴ ص ۳۲۵ و تقريب التهذيب: ج ۲ ص ۷۶ والإصابة: ج ۵ ص ۲۲۵).

5.الملهوف (إعداد عبد الزهراء عثمان محمّد) : ص ۵۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8115
صفحه از 850
پرینت  ارسال به