فَأَتاهُ فَأَخَذَ زِمامَ ناقَتِهِ وقَد رَكِبَها ، فَقالَ : يا أخي ، ألَم تَعِدنِي النَّظَرَ فيما سَأَلتُكَ ؟ قالَ : بَلى .
قالَ : فَما حَداكَ عَلَى الخُروجِ عاجِلاً ؟ فَقالَ : أتاني رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بَعدَما فارَقتُكَ، فَقالَ : يا حُسَينُ اخرُج ، فَإِنَّ اللَّهَ قَد شاءَ أن يَراكَ قَتيلاً .
فَقالَ مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : (إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ)۱ ، فَما مَعنى حَملِكَ هؤُلاءِ النِّساءَ مَعَكَ وأنتَ تَخرُجُ عَلى مِثلِ هذَا الحالِ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ : قَد قالَ لي : إنَّ اللَّهَ قَد شاءَ أن يَراهُنَّ سَبايا . وسَلَّمَ عَلَيهِ ومَضى . ۲
۵۹۱.الملهوف عن معمر بن المثنّى في مقتل الحسين عليه السلام : فَلَمّا كانَ يَومُ التَّروِيَةِ ۳ ، قَدِمَ عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ ۴ إلى مَكَّةَ في جُندٍ كَثيفٍ ، قَد أمَرَهُ يَزيدُ أن يُناجِزَ الحُسَينَ عليه السلام القِتالَ إن هُوَ ناجَزَهُ ، أو يُقاتِلَهُ إن قَدَرَ عَلَيهِ ، فَخَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام يَومَ التَّروِيَةِ . ۵
۵۹۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الفرزدق : لَقيتُ حُسَيناً عليه السلام ، فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ !
1.البقرة : ۱۵۶ .
2.الملهوف : ص ۱۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۴ .
3.يوم التروية : هو اليوم الثامن من ذي الحجّة ، سُمّي بذلك لأنّهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۰ «روى») .
4.عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن اُميّة ، المعروف بالأشدق ،من التابعين .هو مصداق لما تنبّأ به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله حيث قال : «ليرعفنّ على منبري جبّار من جبابرة بني اُمية: يسيل رعافه»،رعف على منبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله حتّى سال رعافه . كان يلقّب ب «لطيم الشيطان» . وقيل إنّه أوّل من أسرّ البسملة في الصلاة مخالفةً لابن الزبير ؛ لأنّه كان يجهر بها . ولي المدينة لمعاوية وليزيد بن معاوية بعد خلع الوليد بن عتبة ، وقُتل الحسينُ عليه السلام وهو عليها ، ثمّ طلب الخلافة وغلب على دمشق . ثمّ قتله عبدالملك بن مروان بيده بعد أن أعطاه الأمان في سنة (۶۹ ه ) واستصوب ابن حجر قتله في (۷۰ ه ) ، وقال عنه : كان مسرفاً على نفسه (راجع: المسند لابن حنبل : ج ۳ ص ۶۱۰ ح ۱۰۷۶۸ والطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۳۷ وتهذيب التهذيب: ج ۴ ص ۳۲۵ و تقريب التهذيب: ج ۲ ص ۷۶ والإصابة: ج ۵ ص ۲۲۵).
5.الملهوف (إعداد عبد الزهراء عثمان محمّد) : ص ۵۸ .