585
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۷ / ۲

تَآمُرُ يَزيدَ لِقَتلِ الإمامِ عليه السلام في مَكَّةَ

۵۹۰.الملهوف عن محمّد بن داوود القمّي بالإسناد عن أبي عبداللَّه [الصادق‏] عليه السلام : جاءَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ إِلَى الحُسَينِ عليه السلام فِي‏اللَّيلَةِ الَّتي أرادَ الحُسَينُ عليه السلام‏الخُروجَ في‏صَبيحَتِها عَن مَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : يا أخي ، إنَّ أهلَ الكوفَةِ مَن قَد عَرَفتَ غَدرَهُم بِأَبيكَ وأخيكَ ، وقَد خِفتُ أن يَكونَ حالُكَ كَحالِ مَن مَضى‏ ، فَإِن رَأَيتَ أن تُقيمَ ؛ فَإِنَّكَ أعَزُّ مَن بِالحَرَمِ وأمنَعُهُ .
فَقالَ : يا أخي ، قَد خِفتُ أن يَغتالَني يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ بِالحَرَمِ ، فَأَكونَ الَّذي يُستَباحُ بِهِ حُرمَةُ هذَا البَيتِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : فَإِن خِفتَ ذلِكَ فَصِر إلَى اليَمَنِ أو بَعضِ نَواحِي البَرِّ ، فَإِنَّكَ أمنَعُ النّاسِ بِهِ ، ولا يَقدِرُ عَلَيكَ أحَدٌ .
فَقالَ : أنظُرُ فيما قُلتَ . فَلَمّا كانَ السَّحَرُ ارتَحَلَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَبَلَغَ ذلِكَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ ،


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
584

ما أنتَ راءٍ . ۱
وأمَّا الحُسَينُ عليه السلام ، فَإِنَّهُ لَمّا نَزَلَ مَكَّةَ ، وتَرَكَ حَرَمَ جَدِّهِ ومَنازِلَ آبائِهِ ، سَأَلتُهُ عَن مَقدَمِهِ ، فَأَخبَرَني أنَّ عُمّالَكَ فِي المَدينَةِ أساؤوا إلَيهِ ، وعَجَّلوا عَلَيهِ بِالكَلامِ الفاحِشِ ، فأقبَلَ إلى‏ حَرَمِ اللَّهِ مُستَجيراً بِهِ ، وسَأَلقاهُ فيما أشَرتَ إلَيهِ ، ولَن أدَعَ النَّصيحَةَ فيما يَجمَعُ اللَّهُ بِهِ الكَلِمَةَ ، ويُطفِئُ بِهِ النّائِرَةَ ، ويُخمِدُ بِهِ الفِتنَةَ ، ويَحقُنُ بِهِ دِماءَ الاُمَّةِ .
فَاتَّقِ اللَّهَ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، ولا تَبيتَنَّ لَيلَةً وأنتَ تُريدُ لِمُسلِمٍ غائِلَةً ۲ ، ولا تَرصُدهُ بِمَظلَمَةٍ ، ولا تَحفِر لهُ مَهواةً ، فَكَم مِن حافِرٍ لِغَيرِهِ حَفراً وَقَعَ فيهِ ، وكَم مِن مُؤَمِّلٍ أمَلاً لَم يُؤتَ أمَلَهُ . وخُذ بِحَظِّكَ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ ونَشرِ السُّنَّةِ ، وعَلَيكَ بِالصِّيامِ وَالقِيامِ ، لا تَشغَلكَ عَنهُما مَلاهِي الدُّنيا وأباطيلُها ، فَإِنَّ كُلَّ ما شُغِلتَ بِهِ عَنِ اللَّهِ يَضُرُّ ويَفنى‏ ، وكُلَّ مَا اشتَغَلتَ بِهِ مِن أسبابِ الآخِرَةِ يَنفَعُ ويَبقى‏ ، وَالسَّلامُ . ۳

۵۸۹.الفتوح : كِتابُ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ قَد أقبَلَ مِنَ الشّامِ إلى‏ أهلِ المَدينَةِ عَلَى البَريدِ ، مِن قُرَيشٍ وغَيرِهِم مِن بَني هاشِمٍ ، وفيهِ هذِهِ الأَبياتُ :

يا أيُّهَا الرّاكِبُ الغادي لِطِيَّتِهِ‏عَلى‏ عُذافِرَةٍ في سَيرِهِ قُحَمُ‏
أبلِغ قُرَيشاً عَلى‏ نَأيِ المَزارِ بِهابَيني وبَينَ الحُسَينِ اللَّهُ وَالرِّحِمُ‏
ومَوقِفٌ بِفِناءِ البَيتِ يُنشِدُهُ‏عَهدَ الإِلهِ وما توفى‏ بِهِ الذِّمَمُ‏
غَنيتُمُ قَومَكُم فَخراً بِاُمِّكِمُ‏اُمٌّ لَعَمري حَصانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ‏
هِيَ الَّتي لا يُداني فَضلَها أحَدٌبِنتُ الرَّسولِ وخَيرُ النّاسِ قَد عَلِموا
وفَضلُها لَكُم فَضلٌ وغَيرُكُمُ‏مِن يَومِكُم لَهُم في فَضلِها قَسَمُ‏
إنّي لَأَعلَمُ حَقّاً غَيرُ ما كَذِبٍ‏وَالطَّرفُ يَصدُقُ أحياناً ويَقتَصِمُ‏
أن سَوفَ يُدرِكُكُم ما تَدَّعونَ بِهاقَتلى‏ تَهاداكُمُ العُقبانُ وَالرَّخَمُ‏
يا قَومَنا لا تَشُبُّوا الحَربَ إذ سَكَنَت‏تَمَسَّكوا بِحِبالِ الخَيرِ وَاعتَصِموا
قَد غَرَّتِ الحَربُ مَن قَد كانَ قَبلَكُمُ‏مِنَ القُرونِ وقَد بادَت بِهَا الاُمَمُ‏
فَأَنصِفوا قَومَكُم لا تَهلِكوا بَذَخاًفَرُبَّ ذي بَذَخٍ زَلَّت بِهِ القَدَمُ‏
قالَ : فَنَظَرَ أهلُ المَدينَةِ إلى‏ هذِهِ الأَبياتِ ، ثُمَّ وَجَّهوا بِها وبِالكِتابِ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَلَمّا نَظَرَ فيهِ عَلِمَ أنَّهُ كِتابُ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ .
فَكَتَبَ الحُسَينُ عليه السلام الجَوابَ : بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ (وَ إِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِى‏ءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ )۴ وَالسَّلامُ . ۵

1.في المصدر : «ما أنت رآه» ، والصواب ما أثبتناه .

2.الغائلة ، أي الشرّ ، والغوائل : الدواهي (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۸۸ «غيل») .

3.تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۷ .

4.يونس : ۴۱ .

5.الفتوح : ج ۵ ص ۶۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8177
صفحه از 850
پرینت  ارسال به