۵۷۳.الملهوف عن محمّد بن عمر : سَمِعتُ أبي عُمَرَ بنَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ يُحَدِّثُ أخوالي آلَ عَقيلٍ ، قالَ : لَمَّا امتَنَعَ أخِيَ الحُسَينُ عليه السلام عَنِ البَيعَةِ لِيَزيدَ بِالمَدينَةِ ، دَخَلتُ عَلَيهِ فَوَجَدتُهُ خالِياً ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، حَدَّثَني أخوكَ أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ عَن أبيهِ عليهما السلام ، ثُمَّ سَبَقَتنِي الدَّمعَةُ وعَلا شَهيقي ، فَضَمَّني إلَيهِ وقالَ : حَدَّثَكَ أنّي مَقتولٌ ؟ فَقُلتُ : حوشيتَ يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ . فَقالَ : سَأَلتُكَ بِحَقِّ أبيكَ ، بِقَتلي خَبَّرَكَ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، فَلَولا ناوَلتَ وبايَعتَ!
فَقالَ : حَدَّثَني أبي أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أخبَرَهُ بِقَتلِهِ وقَتلي ، وأنَّ تُربَتي تَكونُ بِقُربِ تُربَتِهِ ، فَتَظُنُّ أنَّكَ عَلِمتَ ما لَم أعلَمهُ ! وإنَّهُ لا اُعطى الدُّنيا ۱ عَن نَفسي أبَداً ، ولَتَلقَيَنَّ فاطِمَةُ أباها شاكِيَةً ما لَقِيَت ذُرِّيَّتُها مِن اُمَّتِهِ ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ أحَدٌ آذاها في ذُرِّيَّتِها . ۲
۶ / ۱۷
عَمرَةُ بِنتُ عَبدِ الرَّحمنِ ۳
۵۷۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : وكَتَبَت إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام ]عَمرَةُ بنتُ عَبدِ الرَّحمنِ ، تُعَظِّمُ عَلَيهِ ما يُريدُ أن يَصنَعَ ، وتَأمُرُهُ بِالطّاعَةِ ولُزومِ الجَماعَةِ ! وتُخبِرُهُ أنَّهُ إنَّما يُساقُ إلى مَصرَعِهِ ، وتَقولُ : أشهَدُ لَحَدَّثَتني عائِشَةُ أنَّها سَمِعَت رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «يُقتَلُ حُسَينٌ بِأَرضِ بابِلَ» .
فَلَمّا قَرَأَ كِتابَها ، قالَ : فَلابُدَّ لي إذاً مِن مَصرَعي ! ومَضى . ۴
1.في بعض النسخ : «لا اُعطِي الدَّنِيَّةَ» .
2.الملهوف (طبعة أنوار الهدى) : ص ۱۹ .
3.عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاريّة المدنيّة ، من بني النجّار ، ولدت في سنة (۲۱ ه) ، تابعيّة ثقة ، كانت في حجر عائشة ، وروت عنها وعن اُمّ سلمة ، وكانت عالمة . أمر عمر بن عبد العزيز والي المدينة بأن يكتب أحاديثها خشية من دروس العلم . تزوّجها عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان ، وتوفّيت في سنة ۹۸ أو ۹۶ ه (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۸ ص ۴۸۰ وسير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۵۰۷ وتهذيب التهذيب : ج ۶ ص ۵۵۲ ).
4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۶ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۸ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۶ وليس فيه «وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة» ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ الرقم ۳۵۴۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۹ وليس فيه ذيله من «فلمّا» ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۳ .