فَقالَ : إنَّ اللَّهَ خَيَّرَ نَبِيَّهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِنهُ ، لايَليها أحَدٌ مِنكُم أبَداً ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِلَّذي هُوَ خَيرٌ لَكُم ، فَارجِعوا ، فَأَبى ، فَاعتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ . ۱
۵۵۱.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام : سَمِعَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ بِخُروجِهِ [أيِ الحُسَينِ عليه السلام ]فَقَدَّمَ راحِلَتَه ، وخَرَجَ خَلفَهُ مُسرِعاً ، فَأَدرَكَهُ في بَعضِ المَنازِلِ ، فَقالَ : أينَ تُريدُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : العِراقَ . قالَ : مَهلاً ، اِرجِع إلى حَرَمِ جَدِّكَ . فَأَبَى الحُسَينُ عليه السلام عَلَيهِ ، فَلَمّا رَأَى ابنُ عُمَرَ إباءَهُ . . . بَكى وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، فَإِنَّكَ مَقتولٌ في وَجهِكَ هذا . ۲
۵۵۲.تاريخ دمشق عن الشعبي : لَمّا تَوَجَّهَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام [إلَى] ۳ العِراقِ ، قيل لِابنِ عُمَرَ : إنَّ أخاكَ الحُسَينَ عليه السلام قَد تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَأَتاهُ فَناشَدَهُ اللَّهَ ، فَقالَ : إنَّ أهلَ العِراقِ قَومٌ مَناكيرُ ، وقَد قَتَلوا أباكَ ، وضَرَبوا أخاكَ ، وفَعَلوا وفَعَلوا !
فَلَمّا أيِسَ مِنهُ ، عانَقَهُ وقَبَّلَ بَينَ عَينَيهِ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ أبى لَكُمُ الدُّنيا . ۴
۵۵۳.تذكرة الخواصّ : قالَ الواقِدِيُّ : ولَمّا بَلَغَ عَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ ما عَزَمَ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام ، دَخَلَ عَلَيهِ سفرى ، فَلامَهُ ووَبَّخَهُ ونَهاهُ عَنِ المَسيرِ .
وقالَ لَهُ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ! سَمِعتُ جَدَّكَ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «ما لي ولِلدُّنيا ، وما لِلدُّنيا وما لي» ، وأنتَ بَضعَةٌ مِنهُ . وذَكَرَ لَهُ نَحوَ ما ذَكَرَ ابنُ عَبّاسٍ ، فَلمّا رَآهُ مُصِرّاً عَلَى
1.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۲ الرقم ۴۸ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۴ الرقم ۱۵۷۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۴ .
2.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۷ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۳ .
3.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأضفناه ليستقيم السياق .
4.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۱ ح ۳۵۴۱ .