559
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

المَسيرِ ، قَبَّلَ ما بَينَ عَينَيهِ وبَكى‏ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ . ۱

۵۵۴.تاريخ دمشق عن يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي : سَمِعتُ الشَّعبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابنِ عُمَرَ : أنَّهُ كانَ بِماءٍ لَهُ ، فَبَلَغَهُ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قَد تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَلَحِقَهُ عَلى‏ مَسيرَةِ ثَلاثِ لَيالٍ ، فَقالَ لَهُ : أينَ تُريدُ ؟ فَقالَ : العِراقَ ، وإذا مَعَهُ طَواميرُ [و] ۲ كُتُبٌ ، فَقالَ : هذِهِ كُتُبُهُم وبَيعَتُهُم ، فَقالَ : لا تَأتِهِم ۳ ، فَأَبى‏ .
قالَ : إنّي مُحَدِّثُكَ حَديثاً : إنَّ جِبريلَ أتَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله فَخَيَّرَهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ولَم يُرِدِ الدُّنيا ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَاللَّهِ لا يَليها أحَدٌ مِنكُم ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِلَّذي هُوَ خَيرٌ لَكُم . فَأبى‏ أن يَرجِعَ .
قالَ : وَاعتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ وبَكى‏ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۴

۵۵۵.أنساب الأشراف عن الشعبي : لَمّا أرادَ الحُسَينُ عليه السلام الخُروجَ مِن مَكَّةَ إلَى الكوفَةِ ، قالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ حينَ أرادَ تَوديعَهُ : أطِعني وأقِم ولا تَخرُج ، فَوَاللَّهِ، ما زَواهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا وهُوَ يُريدُ بِكُم خَيراً . فَلَمّا وَدَّعَهُ قالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۵

۵۵۶.الجوهرة : لَمّا أرادَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] الخُروجَ مِن مَكَّةَ ، جاءَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ فَقالَ : إلى‏ أينَ تَسيرُ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ؟ قالَ : هذِهِ بَيعَةُ أهلِ العِراقِ وكُتُبُهُم قَد أتَتني . قالَ : أتَسيرُ إلى‏ قَومٍ قَتَلوا أباكَ وخَذَلوا أخاكَ ، وكانَت طاعَتُهُم لَهُما أكثَرَ مِمّا لَكَ الآنَ ؟!

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۰ .

2.لا توجد الواو في المصدر ، وأثبتناها من المصادر الاُخرى .

3.في المصدر : «لا تأتيهم» ، والصواب ما أثبتناه .

4.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۵ وليس فيه من «قال : إنّي» إلى «يرد الدنيا» ، ذخائر العقبى : ص ۲۵۶ كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۰ وفيه «كان بمكّة» بدل «كان بماء له» ؛ المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۶۱ ح ۷۲۶ .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
558

فَقالَ : إنَّ اللَّهَ خَيَّرَ نَبِيَّهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِنهُ ، لايَليها أحَدٌ مِنكُم أبَداً ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِلَّذي هُوَ خَيرٌ لَكُم ، فَارجِعوا ، فَأَبى‏ ، فَاعتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ . ۱

۵۵۱.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : سَمِعَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ بِخُروجِهِ [أيِ الحُسَينِ عليه السلام ]فَقَدَّمَ راحِلَتَه ، وخَرَجَ خَلفَهُ مُسرِعاً ، فَأَدرَكَهُ في بَعضِ المَنازِلِ ، فَقالَ : أينَ تُريدُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : العِراقَ . قالَ : مَهلاً ، اِرجِع إلى‏ حَرَمِ جَدِّكَ . فَأَبَى الحُسَينُ عليه السلام عَلَيهِ ، فَلَمّا رَأَى ابنُ عُمَرَ إباءَهُ . . . بَكى‏ وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، فَإِنَّكَ مَقتولٌ في وَجهِكَ هذا . ۲

۵۵۲.تاريخ دمشق عن الشعبي : لَمّا تَوَجَّهَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام [إلَى‏] ۳ العِراقِ ، قيل لِابنِ عُمَرَ : إنَّ أخاكَ الحُسَينَ عليه السلام قَد تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَأَتاهُ فَناشَدَهُ اللَّهَ ، فَقالَ : إنَّ أهلَ العِراقِ قَومٌ مَناكيرُ ، وقَد قَتَلوا أباكَ ، وضَرَبوا أخاكَ ، وفَعَلوا وفَعَلوا !
فَلَمّا أيِسَ مِنهُ ، عانَقَهُ وقَبَّلَ بَينَ عَينَيهِ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ أبى‏ لَكُمُ الدُّنيا . ۴

۵۵۳.تذكرة الخواصّ : قالَ الواقِدِيُّ : ولَمّا بَلَغَ عَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ ما عَزَمَ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام ، دَخَلَ عَلَيهِ سفرى ، فَلامَهُ ووَبَّخَهُ ونَهاهُ عَنِ المَسيرِ .
وقالَ لَهُ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ! سَمِعتُ جَدَّكَ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «ما لي ولِلدُّنيا ، وما لِلدُّنيا وما لي» ، وأنتَ بَضعَةٌ مِنهُ . وذَكَرَ لَهُ نَحوَ ما ذَكَرَ ابنُ عَبّاسٍ ، فَلمّا رَآهُ مُصِرّاً عَلَى

1.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۲ الرقم ۴۸ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۴ الرقم ۱۵۷۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۴ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۷ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۳ .

3.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأضفناه ليستقيم السياق .

4.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۱ ح ۳۵۴۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8706
صفحه از 850
پرینت  ارسال به