القَتلِ وَالقِتالِ .
فَقالَ لَهُ : يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، أما عَلِمتَ أنَّ مِن هَوانِ الدُّنيا عَلَى اللَّهِ أنَّ رَأسَ يَحيَى بنِ زَكَرِيّا اُهدِيَ إلى بَغِيٍّ مِن بَغايا بَني إسرائيلَ؟!
أما عَلِمتَ أنَّ بَني إسرائيلَ كانوا يَقتُلونَ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ سَبعينَ نَبِيّاً ، ثُمَّ يَجلِسونَ في أسواقِهِم يَبيعونَ ويَشتَرونَ كَأَن لَم يَصنَعوا شَيئاً ، فَلَم يُعَجِّلِ اللَّهُ عَلَيهِم ، بَل أمهَلَهُم وأخَذَهُم بَعدَ ذلِكَ أخذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ ! اِتَّقِ اللَّهَ يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، ولا تَدَعَنَّ نُصرَتي . ۱
۵۴۹.العقد الفريد عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر : قيلَ لِأَبي - عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَلَحِقَهُ عَلى ثَلاثِ مَراحِلَ مِنَ المَدينَةِ - وكانَ غائِباً عِندَ خُروجِهِ - فَقالَ : أينَ تُريدُ ؟ فَقالَ : اُريدُ العِراقَ ، وأخرَجَ إلَيهِ كُتُبَ القَومِ ، ثُمَّ قالَ : هذِهِ بَيعَتُهُم وكُتُبُهُم . فَناشَدَهُ اللَّهَ أن يَرجِعَ ، فَأَبى .
فَقالَ : اُحَدِّثُكَ بِحَديثٍ ما حَدَّثتُ بِهِ أحَداً قَبلَكَ : إنَّ جِبريلَ أتَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله يُخَيِّرُهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِنهُ ، فَوَاللَّهِ لا يَليها أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ أبَداً ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِما هُوَ خَيرٌ لَكُم .
فَارجِع ؛ فَأَنتَ تَعرِفُ غَدرَ أهلِ العِراقِ ، وما كانَ يَلقى أبوكَ مِنهُم . فَأَبى ، فَاعتَنَقَهُ وقالَ : اِستَودَعتُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۲
۵۵۰.سير أعلام النبلاء عن الشعبي : كانَ ابنُ عُمَرَ قَدِمَ المَدينَةَ ، فَاُخبِرَ أنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَلَحِقَهُ عَلى مَسيرَةِ لَيلَتَينِ ، فَقالَ : أينَ تُريدُ ؟ قالَ : العِراقَ ، ومَعَهُ طَواميرُ ۳ وكُتُبٌ ، فَقالَ : لا تَأتِهِم ، قالَ : هذِهِ كُتُبُهُم وبَيعَتُهُم .