أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ فَأَنفَذَهُ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : اِصعَد فَسُبَّ الكَذّابَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ .
فَصَعِدَ قَيسٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَيرُ خَلقِ اللَّهِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، وأنَا رَسولُهُ إلَيكُم فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ، وَاستَغفَرَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام وصَلّى عَلَيهِ ، فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللَّهِ أن يُرمى بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ ، فَرَمَوا بِهِ فَتَقَطَّعَ .
ورُوِيَ أنَّهُ وَقَعَ إلَى الأَرضِ مَكتوفاً ، فَتَكَسَّرَت عِظامُهُ وبَقِيَ بِهِ رَمَقٌ ، فَجاءَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ عَبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيرٍ اللَّخمِيُّ فَذَبَحَهُ ، فَقيلَ لَهُ في ذلِكَ وعِيبَ عَلَيهِ ، فَقالَ : أرَدتُ أن اُريحَهُ! ۱
۵۱۰.الكامل في التاريخ : لَمّا بَلَغَ ابنَ زِيادٍ مَسيرُ الحُسَينِ عليه السلام مِن مَكَّةَ ، بَعَثَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ التَّميمِيَّ - صاحِبَ شُرطَتِهِ - فَنَزَلَ القادِسِيَّةِ ، ونَظَّمَ الخَيلَ ما بَينَ القادِسِيَّةِ إلى خَفّانَ ، وما بَينَ القادِسِيَّةِ إلَى القُطقُطانَةِ ، وإلى جَبَلِ لَعلَعٍ. ۲
فَلَمّا بَلَغَ الحُسَينُ عليه السلام الحاجِرَ ۳ ، كَتَبَ إلى أهلِ الكوفَةِ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ ، يُعَرِّفُهُم قُدومَهُ ، ويَأمُرُهُم بِالجِدِّ في أمرِهِم ، فَلَمَّا انتَهى قَيسٌ إلَى القادِسِيَّةِ ، أخَذَهُ الحُصَينُ فَبَعَثَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : اِصعَدِ القَصرَ فَسُبَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ .
فَصَعِدَ قَيسٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، خَيرُ خَلقِ اللَّهِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، أنَا رَسولُهُ إلَيكُم ، وقَد فارَقتُهُ بِالحاجِرِ فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ ابنَ زِيادٍ وأباهُ وَاستَغفَرَ لِعَلِيٍّ عليه السلام .
1.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۹ ، مثير الأحزان : ص ۴۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۹ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ والحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱ .
2.لَعْلَع: منزل بين البصرة والكوفة (معجم البلدان : ج۵ ص۱۸) وراجع: الخريطة رقم۳ في آخر الكتاب .
3.في المصدر : «الحاجز» ، وما أثبتناه هو الصحيح : وقد تقدّم شرحه وبيانه .