أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكَ لَم تَعدُ إذا ۱ كُنتَ كَما اُحِبُّ ، عَمِلتَ عَمَلَ الحازِمِ ، وصُلتَ صَولَةَ الشُّجاعِ الرّابِضِ ، فَقَد كَفَيتَ ووَقَيتَ ظَنّي ورَأيي فيكَ ، وقَد دَعَوتُ رَسولَيكَ فَسَأَلتُهُما عَنِ الَّذي ذَكَرتَ ، فَقَد وَجَدتُهُما في رَأيِهِما وعَقلِهِما وفَهمِهِما وفَضلِهِما ومَذهَبِهِما كَما ذَكَرتَ ، وقَد أمَرتُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما بِعَشرَةِ آلافِ دِرهَمٍ ، وسَرَّحتُهُما إلَيكَ ، فَاستَوصِ بِهِما خَيراً .
وقَد بَلَغَني أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ قَد عَزَمَ عَلَى المَسيرِ إلَى العِراقِ ، فَضَعِ المَراصِدَ وَالمَناظِرَ ، وَاحتَرِس وَاحبِس عَلَى الظَّنِّ ، وَاكتُب إلَيَّ في كُلِّ يَومٍ بِما يَتَجَدَّدُ لَكَ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، وَالسَّلامُ . ۲
۵۰۱.الصواعق المحرقة : قَدَّمَ [الحُسَينُ عليه السلام] أمامَهُ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَبايَعَهُ مِن أهلِ الكوفَةِ اثنا عَشَرَ ألفاً ، وقيلَ : أكثَرُ مِن ذلِكَ ، وأمَرَ يَزيدُ ابنَ زِيادٍ فَجاءَ إلَيهِ ، وقَتَلَهُ وأرسَلَ بِرَأسِهِ إلَيهِ فَشَكَرَهُ ، وحَذَّرَهُ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام . ۳