فَقالوا : اُمدُد عُنُقَكَ ، فَقالَ : لا وَاللَّهِ ، ما كُنتُ الَّذي اُعينُكُم عَلى نَفسي !
فَتَقَدَّمَ إلَيهِ غُلامٌ لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ - يُقالُ لَهُ رَشيدٌ - فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ فَلَم يَصنَع شَيئاً . فَقالَ هانِئٌ : إلَى اللَّهِ المَعادُ ، اللَّهُمَّ إلى رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ، اللَّهُمَّ اجعَل هذَا اليَومَ كَفّارَةً لِذُنوبي ، فَإِنّي إنَّما تَعَصَّبتُ لاِبنِ بِنتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
فَتَقَدَّمَ رَشيدٌ وضَرَبَهُ ضَربَةً اُخرى فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ ، فَصُلِبا جَميعاً مُنَكَّسَينَ ، وعَزَمَ أن يُوَجِّهَ بِرَأسَيهِما إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ. ۱
۴۸۸.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد : فَلَمّا اُتِيَ بِمُسلِمٍ - وقَد عَرَّسَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِاُمِّ أيّوبَ بِنتِ عُتبَةَ - قالَ : فَاُتِيَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، فَلَمّا اُدخِلَ عَلى عُبَيدِ اللَّهِ قالَ : اِستَأثَرَ عَلَيَّ الأَميرُ بِالعُرسِ !
قالَ : وهَل أرَدتَ العُرسَ يا هانِئُ ؟ ورَماهُ بِمِحجَنٍ ۲ كانَ في يَدِهِ ، فَارتَجَّ فِي الحائِطِ ، وأمَرَ بِهِ إلَى السّوقِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ ، ثُمَّ أمَرَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ فَقالَ : اِيذَن لي بِالوَصِيَّةِ . . . . ۳
۴۸۹.مثير الأحزان : أمَرَ [ابنُ زِيادٍ] بِهانِي بنِ عُروَةَ فَسُحِبَ إلَى الكُناسَةِ ، فَقُتِلَ وصُلِبَ هُناكَ ، وقيلَ : ضَرَبَ عُنُقَهُ فِي السّوقِ غُلامٌ لِعُبَيدِ اللَّهِ اسمُهُ رَشيدٌ. ۴
۴۹۰.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر[ الباقر ] عليه السلام : أمَرَ [ابنُ زِيادٍ ]بِهانِئٍ ، فَسُحِبَ إلَى الكُناسَةِ فَصُلِبَ هُنالِكَ ، وقالَ شاعِرُهُم في ذلِكَ :
فَإِن كُنتِ لا تَدرينَ مَا المَوتُ فَانظُريإلى هانِىً فِي السّوقِ وَابنِ عَقيلِ
أصابَهُما أمرُ الإِمامِ فَأَصبَحاأحاديثَ مَن يَسعى بِكُلِّ سَبيلِ
أيَركَبُ أسماءُ ۵ الهَماليجَ ۶ آمِناًوَقَد طَلَبَتهُ مَذحِجٌ بِذُحولِ ۷ . ۸
1.الفتوح : ج ۵ ص ۶۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۳ وفيه «غضبت» بدل «تعصّبت» .
2.المِحْجَنُ : عصا مُعَقّفَةُ الرأس كالصولجان (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۰۸ «حجن») .
3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .
4.مثير الأحزان : ص ۳۷ ؛ البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۷ نحوه .
5.إشارة إلى أسماء بن خارجة ؛ لأنّه هو الذي ساق هانئاً إلى قصر ابن زياد .
6.الهِمْلاجُ : من البراذين واحد الهماليج ، والهملجة والهملاج : حُسن سير الدابّة في سرعة (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۳ «هملج») .
7.الذَّحْلُ : الثأر (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۳۱ «ذحل») .
8.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۸ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ كلاهما نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۶ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : الإصابة : ج ۲ ص ۷۱ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ .