513
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۴۸۵.مروج الذهب : فَأَصعَدوهُ [أي مُسلِماً] إلى‏ أعلَى القَصرِ، فَضَرَبَ بُكَيرٌ الأَحمَرِيُّ عُنُقَهُ، فَأَهوى‏ رَأسَهُ إلَى الأَرضِ ، ثُمَّ أتبَعوا رَأسَهُ جَسَدَهُ ، ثُمَّ اُمِرَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَاُخرِجَ إلَى السّوقِ ، فَضُرِبَ عُنُقُهُ صَبراً ، وهُوَ يَصيحُ : يا آلَ مُرادٍ ، وهُوَ شَيخُها وزَعيمُها ، وهُوَ يَومَئِذٍ يَركَبُ في أربَعَةِ آلافِ دارِعٍ ، وثَمانِيَةِ آلافِ راجِلٍ ، وإذا أجابَتها أحلافُها ۱ مِن كِندَةَ وغَيرِها ، كانَ في ثَلاثينَ ألفَ دارِعٍ ، فَلَم يَجِد زَعيمُهُم مِنهُم أحَداً فَشَلاً وخِذلاناً ۲ .

۴۸۶.تاريخ اليعقوبي : فَقاتَلَ [مُسلِمٌ‏] عُبَيدَ اللَّهِ ، فَأَخَذوهُ ، فَقَتَلَهُ عُبَيدُ اللَّهِ ، وجَرَّ بِرِجلِهِ فِي السّوقِ ، وقَتَلَ هانِئَ بنَ عُروَةَ ، لِنُزولِ مُسلِمٍ مَنزِلَهُ ، وإعانَتِهِ إيّاهُ ۳ .

۴۸۷.الفتوح : ثُمَّ أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ أن يُخرَجَ فَيُلحَقَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَقالَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، إنَّكَ قَد عَرَفتَ شَرَفَهُ في عَشيرَتِهِ ، وقَد عَرَفَ قَومُهُ أنّي وأسماءَ بنَ خارِجَةَ جِئنا بِهِ إلَيكِ ، فَأنشُدُكَ اللَّهَ أيُّهَا الأَميرُ ، إلّا ۴ وَهَبتَهُ لي ، فَإِنّي أخافُ عَداوَةَ أهلِ بَيتِهِ ، وإنَّهُم ساداتُ أهلِ الكوفَةِ ، وأكثَرُهُم عَدَداً .
قالَ : فَزَبَرَهُ ۵ ابنُ زِيادٍ ، ثُمَّ أمَرَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ فَاُخرِجَ إلَى السّوقِ إلى‏ مَوضِعٍ يُباعُ فيهِ الغَنَمُ ، وهُوَ مَكتوفٌ .
قالَ : وعَلِمَ أنَّهُ مَقتولٌ فَجَعَلَ يَقولُ : وامَذحِجاه ، واعَشيرَتاه ، ثُمَّ أخرَجَ يَدَهُ مِنَ الكِتافِ ، وقالَ : أما مِن شَي‏ءٍ فَأَدفَعُ بِهِ عَن نَفسي ؟! قالَ : فَصَكّوهُ ۶ ثُمَّ أوثَقوهُ كِتافاً ،

1.الحِلْفُ : المُعاقَدةُ والمُعاهدة على التعاضد والتساعد (لسان العرب : ج ۹ ص ۵۳ «حلف») .

2.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۹ .

3.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

4.في المصدر : «إنّما» ، والتصويب من مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

5.تَزبُرُه : أي تنهرُه وتُغلظ له في القول والردّ (النهاية : ج ۲ ص ۲۹۳ «زبر») .

6.الصَّكُّ : الضرب الشديد بالشي‏ء العريض (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۵۶ «صكك») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
512

وهُوَ مَكتوفٌ ، فَجَعَلَ يَقولُ : وامَذحِجاه ، ولا مَذحِجَ لِيَ اليَومَ ، وامَذحِجاه ، أينَ مِنّي مَذحِجٌ ؟
فَلَمّا رَأى‏ أنَّ أحَداً لا يَنصُرُهُ ، جَذَبَ يَدَهُ فَنَزَعَها مِنَ الكِتافِ ۱ ، ثُمَّ قالَ : أما مِن عَصاً أو سِكّينٍ أو حَجَرٍ أو عَظمٍ يُجاحِشُ ۲ بِهِ رَجُلٌ عَن نَفسِهِ .
قالَ : ووَثَبوا إلَيهِ فَشَدّوهُ وَثاقاً ، ثُمَّ قيلَ لَهُ : اُمدُد عُنُقَكَ ، فَقالَ : ما أنَا بِها مُجدٍ سَخِيٌّ ، وما أنَا بِمُعينِكُم عَلى‏ نَفسي .
قالَ : فَضَرَبَهُ مَولىً لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ - تُركِيٌّ يُقالُ لَهُ رَشيدٌ - بِالسَّيفِ فَلَم يَصنَع سَيفُهُ شَيئاً ، فَقالَ هانِئٌ : إلَى اللَّهِ المَعادُ ، اللَّهُمَّ إلى‏ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ . ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى‏ فَقَتَلَهُ .
قالَ : فَبَصُرَ بِهِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ الحُصَينِ المُرادِيُّ بِخازِرَ ۳ ، وهُوَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ النّاسُ : هذا قاتِلُ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَقالَ ابنُ الحُصَينِ : قَتَلَنِي اللَّهُ إن لَم أقتُلهُ أو اُقتَل دونَهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ بِالرُّمحِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ. ۴

۴۸۴.تاريخ الطبري عن الحسين بن نصر : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى‏ هانِئٍ فَأَتاهُ ، فَقالَ : ألَم اُوَقِّركَ ؟ ألَم اُكرِمكَ ؟ ألَم أفعَل بِكَ ؟ قالَ : بَلى‏ ، قالَ : فَما جَزاءُ ذلِكَ ؟ قالَ : جَزاؤُهُ أن أمنَعَكَ . قالَ : تَمنَعُني ؟! قالَ : فَأَخَذَ قَضيباً مَكانَهُ فَضَرَبَهُ بِهِ ، وأمَرَ فَكُتِفَ ثُمَّ ضُرِبَ عُنُقُهُ . فَبَلَغَ ذلِكَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ. ۵

1.الكِتاف : الحَبلُ تُشدُّ به (المصباح المنير : ص ۵۲۵ «كتف») .

2.اُجاحِشُ : أي اُحامي واُدافع (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۱ «جحش») .

3.خازِر : هو نهر بين إربل والموصل ، وهو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد اللَّه بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر في أيّام المختار ، ويومئذٍ قُتل ابن زياد ، وذلك سنه ۶۶ ه (معجم البلدان : ج ۲ ص ۳۳۷) وراجع: الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۸ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۳ و ليس فيه ذيله من «قال : فبصر» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۸ وراجع: الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ وأنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۰ و الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۴ والملهوف : ص ۱۲۲ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۴ والمحبّر : ص ۴۸۰ .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۱ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۳ والعقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۴ والمحاسن والمساوئ : ص ۶۰ والإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۹ والمحن : ص ۱۴۵ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8722
صفحه از 850
پرینت  ارسال به