فقد كان تحت إمرته رجال كثيرون ، وكان هاني من أهمّ أنصار مسلم عليه السلام خلال ثورة الكوفة ، حيث جعل داره مركزاً لتواجده وقيادة النهضة ^۱ ، ولكنّ ابن زياد اعتقله باُسلوب ماكر ، وقتله في التاسع من ذي الحجّة سنة ۶۰ للهجرة ، في اليوم التالي لخروج الإمام الحسين عليه السلام نحو الكوفة . ^۲
كان هاني يبلغ من العمر عند شهادته حوالي تسعين سنة . ^۳

۴۸۳.تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة : قامَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ فَكَلَّمَهُ في هانِئِ بنِ عُروَةَ ، وقالَ : إنَّكَ قَد عَرَفتَ مَنزِلَةَ هانِئِ بنِ عُروَةَ فِي المِصرِ ، وبَيتَهُ فِي العَشيرَةِ ، وقَد عَلِمَ قَومُهُ أنّي وصاحِبي سُقناهُ إلَيكَ ، فَأَنشُدُكَ اللَّهَ لَمّا وَهَبتَهُ لي ، فَإِنّي أكرَهُ عَداوَةَ قَومِهِ ؛ هُم أعَزُّ أهلِ المِصرِ ، وعُدَدُ أهلِ اليَمَنِ !
قالَ : فَوَعَدَهُ أن يَفعَلَ ، فَلَمّا كانَ مِن أمرِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ما كانَ ، بَدا لَهُ فيهِ ، وأبى‏ أن يَفِيَ لَهُ بِما قالَ .
قالَ : فَأَمَرَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ حينَ قُتِلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَقالَ : أخرِجوهُ إلَى السّوقِ ^۴ فَاضرِبوا عُنُقَهُ ، قالَ : فَاُخرِجَ بِهانِئٍ حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ مَكانٍ مِنَ السّوقِ كانَ يُباعُ فيهِ الغَنَمُ ،

من ذي الحجّة .
وعلى هذا فإنّ مدّة تواجده في الكوفة بلغت شهرين وأربعة أيّام ، ولكنّ بعض المصادر التاريخية ذكرت أنّ شهادته كانت في الثالث من شهر ذي الحجّة ، وذكر بعض آخر أنّها كانت في الثامن منه ، وفي هذه الحالة ينقص من المدّة المذكورة يوم ، أو ستّة أيّام .

۴ / ۳۶

شَهادَةُ هانِئِ بنِ عُروَةَ

هاني بن عروة المرادي المذحجي ^۱ من الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولذلك وصف بأنّه «مخضرم» ^۲ ، كان يبلغ من العمر عند وفاة النبي صلى اللَّه عليه وآله أكثر من ۴۰ عاماً . ^۳
كان من خواص أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ، ^۴ وشهد معه معركة الجمل ^۵ وصفّين . ^۶
كان من وجهاء اليمن وقدم إلى الكوفة، ^۷ وكان يتولّى زعامة قبيلة مراد . ^۸ ولذلك