فَقالَ ابنُ عَقيلٍ : لِاُمِّكَ الثُّكلُ ، ما أجفاكَ وما أفَظَّكَ! وأقسى قَلبَكَ وأغلَظَكَ ! ! أنتَ يَابنَ باهِلَةَ أولى بِالحَميمِ وَالخُلودِ في نارِ جَهَنَّمَ مِنّي . ثُمَّ جَلَسَ مُتَسانِداً إلى حائِطٍ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَني قُدامَةُ بنُ سَعدٍ : أنَّ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ بَعَثَ غُلاماً يُدعى سُلَيمانَ ، فَجاءَهُ بِماءٍ في قُلَّةٍ فَسَقاهُ .
قال أبو مِخنَفٍ : وحَدَّثَني سَعيدُ بنُ مُدركِ بنِ عُمارَةَ : أنَّ عُمارَةَ بنَ عُقبَةَ بَعَثَ غُلاماً لَهُ يُدعى قَيساً ، فَجاءَهُ بِقُلَّةٍ عَلَيها مِنديلٌ ومَعَهُ قَدَحٌ ، فَصَبَّ فيه ماءً ثُمَّ سَقاهُ ، فَأَخَذَ كُلَّما شَرِبَ امتَلَأَ القَدَحُ دَماً ، فَلَمّا مَلَأَ القَدَحَ المَرَّةَ الثّالِثَةَ ذَهَبَ لِيَشرَبَ فَسَقَطَت ثَنِيَّتاهُ فيهِ . فَقَالَ : اَلحَمدُ للَّهِِ ، لَو كانَ لي مِنَ الرِّزقِ المَقسومِ شَرِبتُهُ. ۱
۴۵۱.المحاسن والمساوئ عن أبي معشر : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ عَلَيهِم بِسَيفِهِ ، فَما زالَ يُناوِشُهُم ويُقاتِلُهُم حَتّى جُرِحَ واُسِرَ ، فَعَطِشَ وقالَ : اِسقوني ماءً ، ومَعَهُ رَجُلٌ مِن آلِ أبي مُعَيطٍ ، ورَجُلٌ مِن بَني سُلَيمٍ .
فَقالَ شِمرُ بنُ ذي جَوشَنٍ : وَاللَّهِ لا نَسقيكَ إلّا مِنَ البِئرِ . وقالَ المُعَيطِيُّ : وَاللَّهِ لا نَسقيهِ إلّا مِنَ الفُراتِ . فَأَتاهُ غُلامٌ لَهُ بِإِبريقٍ مِن ماءٍ ، وقَدَحٍ قَواريرَ ومِنديلٍ فَسَقاهُ ، فَتَمَضمَضَ فَخَرَجَ الدَّمُ ، فَما زالَ يَمُجُّ ۲ الدَّمَ ولا يُسيغُ ۳ شَيئاً ، حَتّى قالَ : أخِّرهُ عَنّي ، فَلَمّا أصبَحَ دَعاهُ عُبَيدُ اللَّهِ لِيَضرِبَ عُنُقَهُ. ۴
۴۵۲.الفتوح : فَجَعَلَ [مُسلِمٌ] يَقولُ : اِسقوني شُربَةً مِنَ الماءِ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ :
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۳ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۷ وفيه «نسيماً» بدل «قيساً» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۰ وفيه «عمرو بن حريث» بدل «عمارة بن عقبة» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۵ وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۸ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ وروضة الواعظين : ص ۱۹۵ .
2.مَجَّ الرجلُ الماء من فيه : رمى به (المصباح المنير : ص ۵۶۴ «مج») .
3.يُسيغُ : يبتلعُ (المصباح المنير : ص ۲۹۶ «سوغ») .
4.المحاسن والمساوئ : ص ۶۰ ، الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۰ وفيه «شهر بن حوشب» بدل «شمر بن ذي جوشن» ، المحن : ص ۱۴۵ .