فَلَمّا قَرَأَ الكِتابَ استَيقَنَ بِصِحَّةِ الخَبَرِ ، وأفظَعَهُ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ ، ثُمَّ أخبَرَهُ الرَّسولُ بِقَتلِ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ ، رَسولِهِ الَّذي وَجَّهَهُ مِن بَطنِ الرِّمَّةِ .
وقَد كانَ صَحِبَهُ قَومٌ مِن مَنازِلِ الطَّريقِ ، فَلَمّا سَمِعوا خَبَرَ مُسلِمٍ - وقَد كانوا ظَنّوا أنَّهُ يَقدَمُ عَلى أنصارٍ وعَضُدٍ - تَفَرَّقوا عَنهُ ، ولَم يَبقَ مَعَهُ إلّا خاصَّتُهُ ۱ .
ملاحظة
رغم أنّ سلوك ابن الأشعث وابن سعد كان في الظاهر هو العمل بوصيّة مسلم عليه السلام وإيصال رسالته إلى الإمام الحسين عليه السلام ۲ إلّا أنّ من البديهي أنّ هدفهما الرئيس كان هو الحيلولة دون مجيء الإمام إلى الكوفة ومنع وصوله إلى مركز الثورة، أي الكوفة، ولذلك فعندما واصل الإمام طريقه باتّجاه الكوفة خلافاً لتوصية مسلم عليه السلام ، فقد سدّا الطريق عليه وقتلاه هو وأصحابه في كربلاء .
۴ / ۳۱
طَلَبُ مُسلِمٍ الماءَ
۴۵۰.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن قدامة بن سعد : إنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ حينَ انتَهى إلى بابِ القَصرِ ، فَإِذا قُلَّةٌ ۳ بارِدَةٌ مَوضوعَةٌ عَلَى البابِ ، فَقالَ ابنُ عَقيلٍ : اِسقوني مِن هذَا الماءِ ، فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو : أتَراها ما أبرَدَها ؟! لا وَاللَّهِ، لا تَذوقُ مِنها قَطرَةً أبَداً ، حَتّى تَذوقَ الحَميمَ في نارِ جَهَنَّمَ !
قالَ لَهُ ابنُ عَقيلٍ : وَيحَكَ ! مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا ابنُ مَن عَرَفَ الحَقَّ إذ أنكَرتَهُ ، ونَصَحَ لِإِمامِهِ إذ غَشَشتَهُ ، وسَمِعَ وأطاعَ إذ عَصَيتَهُ وخالَفتَ ، أنَا مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ .