ويبدو فيما يتعلّق بالرواية الثانية التي تفيد أنّ استسلام مسلم قد تمّ عندما عجز عن القتال بسبب كثرة الجراح ، هو الذي دفع الراوي إلى أن يتصوّر قبول الأمان .
وعلى هذا الأساس فإنّ الرواية الاُولى التي نقلتها المصادر الكثيرة ، والتي ينسجم نصّها مع شهامة أصحاب سيّد الشهداء وعزمهم الراسخ وجرأتهم وشجاعتهم ، هي أقرب إلى الواقع القاضي بأنّ مسلماً لم يقبل أبداً عرض الأمان ، وأنّه حارب حتّى آخر رمق من حياته ، وأنّه اُسر عندما فقد القدرة على الدفاع عن نفسه .