49
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام . ۱

الثانية :

الروايات التي لا يوجد إشكال في نصوصها ، إلّا أنّه لم يقدّم دليل على صحّتها ، ومضافاً إلى أنّنا لم نجدها في المصادر الأصليّة، فإنّها قد ذُكرت مقرونة بمواضيع يعدّ كذبها واضحاً، ولهذا فإنّ لنا شكوكاً أكيدة في صحّتها .

الثالثة :

الروايات الموجودة في المصادر التاريخيّة والحديثيّة الأصليّة .
إنّنا نرى أنّ المجموعة الثالثة هي المجموعة الوحيدة القابلة للنقل والاستناد من روايات المصادر المتأخّرة ، وإذا لم يوافق البعضُ على هذا الرأي، ولا يمكنهم أن يغضّوا النظر عن نقل متفرّدات المصادر الضعيفة ، لكونها مثيرة للمشاعر وشجيّة وتبعث الحرارة في مجالس العزاء، فإنّ الاستناد إلى تلك الموسوعة سوف يفيدهم - على الأقل - في تفكيك النصوص الأصليّة التي جاءت في المصادر القديمة، عن الأخبار التي لا وجود لها في المصادر الأصليّة ؛ كي لا يرتكبوا الحرام المسلّم والذي ورد النهي الأكيد عنه في الآية الكريمة : (وَ لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)۲ في نسبة كلامٍ لأهل البيت عليهم السلام لم يصدر عنهم لأجل أمرٍ مستحبّ .

نماذج من متفرّدات المصادر المتأخّرة

نشير الآن - على سبيل المثال - إلى عدد من الأخبار التي اشتهرت في المصادر المتأخّرة أو على ألسنة منشدي المراثي، ولا نجد لها أثراً في المصادر الأصليّة :

1.راجع : ص ۱۲۴ (آفات إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام) .

2.الإسراء: ۳۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
48

في المصادر الأصليّة الحاليّة، لا يدلّ على عدم كونها غير موثّقة، فمن الممكن أن يكون مؤلّفو هذه الكتب قد توفّرت لديهم مصادر كانت معتبرة عندهم، ولكنّها لم تصل إلينا!
وللإجابة على ذلك نقول:
أوّلاً: لم يدّعِ أحد من مؤلّفي الكتب الضعيفة المعروفة أنّه كان تحت اختياره كتب معتبرة لم تكن في متناول الآخرين ، وإنّما رواياتهم ليست مسندة عادة، بل أسندوا رواياتهم أحياناً إلى كتب ضعيفة أمثالها (مع أنّ هذا الاستناد في بعض الموارد غير صحيح أيضاً ۱ ).
ثانياً : إنّ هذا النوع من الكتب يسند روايته أحياناً إلى المصادر المعتبرة، ولكن يتّضح من خلال الرجوع إلى المصادر المذكورة أنّ نقلهم كان خاطئاً . ۲

تصنيف روايات المصادر المتأخّرة

يمكن تصنيف روايات المصادر المتأخّرة إلى ثلاث مجموعات :

الاُولى :

الروايات التي لا غبار على كونها خلافاً للواقع بل هو واضح وأكيد ، مثل بعض مواضيع كتب روضة الشهداء، وأسرار الشهادة ، والمنتخب للطريحي ، وسائر المصادر المتأخّرة الضعيفة التي تقدّمت الإشارة إليها في هذا الفصل ، ونتتبّع جذورها في مبحث آفات

1.مثل مغادرة بعض أصحاب الحسين عليه السلام ساحة كربلاء في ليلة عاشوراء. المذكور في الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۱) نقلاً عن كتاب نور العين، مع أنّنا لم نعثر عليه في هذا الكتاب. ومثل احتضار الإمام عليه السلام عند توجّه عليّ الأكبر إلى ساحة القتال والذي نقله في معالي السبطين (ج ۱ ص ۲۵۴) عن الشيخ جعفر التستري، ولم نعثر عليه في شي‏ء من كتبه. ومثل كون السهم الذي أصاب عليّاً الأصغر ذا ثلاثة شعب، والذي نقله في تذكرة الشهداء (۲۱۸) عن المقتل المنسوب إلى أبي مخنف، ولم نجده فيه.

2.مثل قصّة هلال بن نافع في ليلة عاشوراء والتي ينسبها صاحب كتاب الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۲) إلى الشيخ المفيد (رحمه الله)؛ مع أنّها لم تُذكر في شي‏ء من كتب المفيد أو غيره من القدماء.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8265
صفحه از 850
پرینت  ارسال به