475
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

فَأَرسَلَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ : أن أعطِهِ الأَمانَ ؛ فَإِنَّكَ لَن تَقدِرَ عَلَيهِ إلّا بِالأَمانِ المُؤَكَّدِ بِالأَيمانِ . ۱

۴۳۲.الملهوف : خَرَجَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ‏] وَحيداً في سِكَكِ الكوفَةِ ، حَتّى‏ وَقَفَ عَلى‏ بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَطَلَبَ مِنها ماءً فَسَقَتهُ ، ثُمَّ استَجارَها فَأَجارَتهُ ، فَعَلِمَ بِهِ وَلَدُها فَوَشَى الخَبَرَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَأَحضَرَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ وضَمَّ إلَيهِ جَماعَةً ، وأنفَذَهُ لإِحضارِ مُسلِمٍ ، فَلَمّا بَلَغوا دارَ المَرأَةِ ، وسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ ، لَبِسَ دِرعَهُ ، ورَكِبَ فَرَسَهُ ، وجَعَلَ يُحارِبُ أصحابَ عُبَيدِ اللَّهِ . ۲

۴۳۳.المناقب لابن شهر آشوب : أنفَذَ عُبَيدُ اللَّهِ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزومِيَّ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ، في سَبعينَ رَجُلاً حَتّى‏ أطافوا بِالدّارِ ، فَحَمَلَ مُسلِمٌ عَلَيهِم وهُوَ يَقولُ :

هُوَ المَوتُ فَاصنَع وَيكَ ما أنتَ صانِعُ‏فَأَنتَ بِكَأسِ المَوتِ لا شَكَّ جارِعُ‏
فَصَبرٌ لِأَمرِ اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ‏فَحُكمُ قَضاءِ اللَّهِ فِي الخَلقِ ذايعُ‏
فَقَتَلَ مِنهُم واحِداً وأربَعينَ رَجُلاً ، فَأَنفَذَ ابنُ زِيادٍ اللّائِمَةَ إلَى ابنِ الأَشعَثِ، فَقالَ: أيُّهَا الأَميرُ ! إنَّكَ بَعَثتَني إلى‏ أسَدٍ ضِرغامٍ ، وسَيفٍ حُسامٍ ، في كَفِّ بَطَلٍ هُمامٍ ، مِن آلِ خَيرِ الأَنامِ . ۳

۴۳۴.البداية والنهاية : دَخَلوا عَلَيهِ [أي عَلى‏ مُسلِمٍ‏] فَقامَ إلَيهِم بِالسَّيفِ ، فَأَخرَجَهُم مِنَ الدّارِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، واُصيبَت شَفَتُهُ العُليا وَالسُّفلى ، ثُمَّ جَعَلوا يَرمونَهُ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في أطنابِ القَصَبِ ، فَضاقَ بِهِم ذَرعاً ، فَخَرَجَ إلَيهِم بِسَيفِهِ فَقاتَلَهُم . ۴

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۸ ، الفتوح : ج ۵ ص ۵۳ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۴ .

2.الملهوف : ص ۱۱۹ .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۴ .

4.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
474

فَخَرَجَ إلَيهِم مُصلِتاً سَيفَهُ إلَى السِّكَّةِ فَقاتَلَهُم ، وَاختَلَفَ هُوَ وبُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ ضَربَتَينِ : فَضَرَبَ بُكَيرٌ فَمَ مُسلِمٍ فَقَطَعَ السَّيفُ شَفَتَهُ العُليا وشَرَعَ فِي السُّفلى‏ ، وضَرَبَهُ مُسلِمٌ ضَربَةً مُنكَرَةً في رَأسِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى‏ عَلى‏ حَبلِ العاتِقِ فَكادَ يَصِلُ إلى‏ جَوفِهِ ، وهُوَ يَرتَجِزُ ويَقولُ :

اُقسِمُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإنَ رَأَيتُ المَوتَ شَيئاً مُرّا
كُلُّ امرِئٍ يَوماً مُلاقٍ شَرّاأخافُ أن اُكذَبَ أو اُغَرّا ۱

۴۳۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : أمَرَ ابنُ زِيادٍ خَليفَتَهُ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزوِميَّ أن يَبعَثَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ثَلاثَمِئَةِ رَجُلٍ مِن صَناديدِ أصحابِهِ ، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ حَتّى‏ وافَى الدّارَ الّتي فيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ وأصواتَ الرِّجالِ ، فَعَلِمَ أنَّهُ قَد اُتِيَ ، فَبادَرَ مُسرِعاً إلى‏ فَرَسِهِ ، فَأَسرَجَهُ وألجَمَهُ وصَبَّ عَلَيهِ دِرعَهُ ، وَاعتَجَرَ بِعِمامَتِهِ وتَقَلَّدَ سَيفَهُ ، وَالقَومُ يَرمونَ الدّارَ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في هوارِي القَصَبِ ، فَتَبَسَّمَ مُسلِمٌ ثُمَّ قالَ : يا نَفسِي ! اخرُجي إلَى المَوتِ الَّذي لَيسَ مِنهُ مَحيصٌ ولا مَحيدٌ .
ثُمَّ قالَ لِلمَرأَةِ : رَحِمَكِ اللَّهُ وجَزاكِ خَيراً ، اِعلَمي إنّي ابتُليتُ مِن قِبَلِ ابنِكِ ، فَافتَحِي البابَ ، فَفَتَحَتهُ ، وخَرَجَ مُسلِمٌ في وُجوهِ القَومِ كَالأَسَدِ المُغضَبِ ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً ، وبَلَغَ ذلِكَ ابنَ زِيادٍ ، فَأَرسَلَ إلى‏ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ : سُبحانَ اللَّهِ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، بَعَثناكَ إلى‏ رَجُلٍ واحِدٍ لِتَأتِيَنا بِهِ ، فَثَلَمَ مِن أصحابِكَ ثُلمَةً عَظيمَةً!!
فَأَرسَلَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : أيُّهَا الأَميرُ ، أتَظُنُّ أنَّكَ بَعَثتَني إلى‏ بَقّالٍ مِن بَقاقيلِ الكوفَةِ ، أو جُرمُقانِيٍّ مِن جَرامِقَةِ الحيرَةِ ؟ أفَلا تَعلَمُ أيُّهَا الأَميرُ ، أنَّكَ بَعَثتَني إلى‏ أسَدٍ ضِرغامٍ ۲ ، وبَطَلٍ هُمامٍ ؛ في كَفِّهِ سَيفٌ حُسامٌ ۳ ، يَقطُرُ مِنهُ المَوتُ الزُّؤامُ ۴ !

1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۸ .

2.الضِرْغام : وهو الضاري الشديد المقدام من الاُسود (النهاية : ج ۳ ص ۸۶ «ضرغم») .

3.الحُسامُ : السيف القاطع (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۹۹ «حسم») .

4.موت زؤام : أي موت كريه ، أو عاجل ، أو سريع مُجهِزْ (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۳۱۲ «زأم») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11864
صفحه از 850
پرینت  ارسال به