469
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

القَصرِ ، وأتى‏ إلَى المَسجِدِ الأَعظَمِ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ أتى‏ هذَا البِلادَ ، وأظهَرَ العِنادَ وشَقَّ العَصا ، وقَد بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِن رَجُلٍ أصَبناهُ في دارِهِ ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ ، اِتَّقُوا اللَّهَ عَبادَ اللَّهِ ، وَالزَموا طاعَتَكُم وبَيعَتَكُم ، ولا تَجعَلوا عَلى‏ أنفُسِكُم سَبيلاً ، ومَن أتاني بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ فَلَهُ عَشَرَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، وَالمَنزِلَةُ الرَّفيعَةُ مِن يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، ولَهُ في كُلِّ يَومٍ حاجَةٌ مَقضِيَّةٌ . وَالسَّلامُ .
ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المنِبَرِ ، ودَعَا الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ السَّكونِيَّ ، فَقالَ : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ إن فاتَتكَ سِكَّةٌ مِن سِكَكِ الكوفَةِ لَم تُطبَق عَلى‏ أهلِها ، أو يَأتوكَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَوَاللَّهِ لَئِن خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ سالِماً لَنُريقَنَّ ۱ أنفُسَنا في طَلَبِهِ ، فَانطَلِقِ الآنَ فَقَد سَلَّطتُكَ عَلى‏ دورِ الكوفَةِ وسِكَكِها ، فَانصِبِ المَراصِدَ ، وجُدَّ الطَّلَبَ ، حَتّى‏ تَأتِيَني بِهذَا الرَّجُلِ. ۲

۴۱۹.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد : قالَ عُبَيدُ اللَّهِ عَلَى المِنبَرِ : يا أهلَ الكوفَةِ ! وَاللَّهِ لا أدَعُ فِي الكوفَةِ بِيتَ مَدَرٍ ۳ إلّا هَدَمتُهُ ، ولا بَيتَ قَصَبٍ إلّا أحرَقتُهُ. ۴

۴۲۰.البداية والنهاية : أمّا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، فَإِنَّهُ نَزَلَ مِنَ القَصرِ بِمَن مَعَهُ مِنَ الاُمَراءِ وَالأَشرافِ ، بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، فَصَلّى‏ بِهِمُ العِشاءَ فِي المَسجِدِ الجامِعِ ، ثُمَّ خَطَبَهُم ، وطَلَبَ مِنهُم مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، وحَثَّ عَلى‏ طَلَبِهِ ، ومَن وَجَدَهُ عِندَهُ ولَم يُعلِم بِهِ فَدَمُهُ هَدرٌ ۵ ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ . وطَلَبَ الشُّرَطَ وحَثَّهُم عَلى‏ ذلِكَ ، وتَهَدَّدَهُم. ۶

1.هو يريق بنفسه ريوقاً : يجود بها عند الموت (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۰ «ريق») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۵۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۸ نحوه .

3.المَدَرُ : قطع الطين ، وبعضهم يقول : الطين العلك الذي لا يخالطه رمل (المصباح المنير : ص ۵۶۷ «مدر») .

4.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .

5.ذهب دمه هدراً : أي باطلاً لا قَود فيه (المصباح المنير : ص ۶۳۵ «هدر») .

6.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
468

المَسجِدُ مِنَ النّاسِ ، ثُمَّ أمَرَ مُنادِيَهُ فَأَقامَ الصَّلاةَ .
فَقالَ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ : إن شِئتَ صَلَّيتَ بِالنّاسِ ، أو يُصَلّي بِهِم غَيرُكَ ودَخَلتَ أنتَ فَصَلَّيتَ فِي القَصرِ ؛ فَإِنّي لا آمَنُ أن يَغتالَكَ بَعضُ أعدائِكَ .
فَقالَ : مُر حَرَسي فَليَقوموا وَرائي كَما كانوا يَقِفونَ ، ودُر فيهِم فَإِنّي لَستُ بِداخِلٍ إذاً . فَصَلّى‏ بِالنّاسِ .
ثُمَّ قامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ ابنَ عَقيلٍ السَّفيهَ الجاهِلَ ، قَد أتى‏ ما قدَ رَأَيتُم مِنَ الخِلافِ وَالشِّقاقِ ، فَبَرِئَت ذِمَّةُ اللَّهِ مِن رَجُلٍ وَجَدناهُ في دارِهِ ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ ، اِتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ ، وَالزَموا طاعَتَكُم وبَيعَتَكُم ، ولا تَجعَلوا عَلى‏ أنفُسِكُم سَبيلاً .
يا حُصَينَ بنَ تَميمٍ ، ثَكِلَتكَ ۱ اُمُّكَ إن صاحَ بابُ سِكَّةٍ ۲ مِن سِكَكِ الكوفَةِ ، أو خَرَجَ هذَا الرَّجُلُ ولَم تأتِني بِهِ ، وقَد سَلَّطتُكَ عَلى‏ دورِ أهلِ الكوفَةِ فَابعَث مُراصِدَةً عَلى‏ أفواهِ السِّكَكِ ، وأصبِح غَداً وَاستَبرِ الدّورَ وجُسَّ ۳ خِلالَها ، حَتّى‏ تَأتِيَني بِهذَا الرَّجُلِ - وكانَ الحُصَينُ عَلى‏ شُرَطِهِ ، وهُوَ مِن بَني تَميمٍ - ثُمَّ نَزَلَ ابنُ زِيادٍ فَدَخَلَ ، وقَد عَقَدَ لِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ رايَةً وأمَّرَهُ عَلَى النّاسِ. ۴

۴۱۸.الفتوح : لَمّا كانَ مِنَ الغَدِ ، نادى‏ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ فِي النّاسِ أن يَجتَمِعوا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ

1.ثَكِلَتْكَ اُمُّك : أي فقدتك ، والثُّكلُ : فقد الولد (النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل») .

2.السِّكَّةُ : الزُّقاق (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۴۰ «سكك») .

3.جَسّ الخبر : بحث عنه وفحص (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۸ «جسس») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۶ وفيه «حصين بن نمير» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۱ وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۴۰ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ج ۱ ص ۱۹۰ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11794
صفحه از 850
پرینت  ارسال به