الأَرضِ ، فَفَعَلوا ذلِكَ في أقصَى الظِّلالِ وأدناها وأوسَطِها ، حَتّى فَعَلوا ذلِكَ بِالظُّلَّةِ الَّتي فيهَا المِنبَرُ. ۱
۴۱۶.الأخبار الطوال : إنَّ ابنَ زِيادٍ لَمّا فَقَدَ الأَصواتَ ، ظَنَّ أنَّ القَومَ دَخَلُوا المَسجِدَ ، فَقالَ : اُنظُروا ، هَل تَرَونَ فِي المَسجِدِ أحَداً ؟ - وكانَ المَسجِدُ مَعَ القَصرِ - فَنَظَروا فَلَم يَرَوا أحَداً ، وجَعَلوا يُشعِلونَ أطنابَ ۲ القَصَبِ ، ثُمَ يَقذِفونَ بِها في رُحبَةِ المَسجِدِ لِيُضيءَ لَهُم ، فَتَبَيَّنوا ، فَلَم يَرَوا أحَداً .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : إنَّ القَومَ قَد خَذَلوا وأسلَموا مُسلِماً وَانصَرَفوا . فَخَرَجَ فيمَن كانَ مَعَهُ ، وجَلَسَ فِي المَسجِدِ ، ووُضِعَتِ الشُّموعُ والقَناديلُ. ۳
۴ / ۲۴
خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ وأمرُهُ بِتَجَسُّسِ الدّورِ
۴۱۷.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد : لَمّا لَم يَرَوا شَيئاً [مِن مُسلِمٍ وأصحابِهِ ]أعلَمُوا ابنَ زِيادٍ ، فَفَتَحَ بابَ السُدَّةِ الَّتي فِي المَسجِدِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ وخَرَجَ أصحابُهُ مَعَهُ ، فَأَمَرَهُم فَجَلَسوا حَولَهُ قُبَيلَ العَتَمَةِ. ۴
وأمَرَ عَمرَو بنَ نافِعٍ فَنادى : ألا بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِن رَجُلٍ مِنَ الشُّرطَةِ وَالعُرَفاءِ ، أوِ المَناكِبِ ۵ أو المُقاتِلَةِ ، صَلَّى العَتَمَةَ إلّا فِي المَسجِدِ ، فَلَم يَكُن لَهُ إلّا ساعةٌ ، حَتَّى امتَلَأَ
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۲ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۵ نحوه وفيه «فنزعوا تخاتج المسجد» بدل «ففرعوا بحابح المسجد» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۱ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ومقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۵ .
2.الطُّنُبُ : عِرق الشجر ، جمعه : أطناب (تاج العروس : ج ۲ ص ۱۸۷ «طنب») .
3.الأخبار الطوال : ص ۲۳۹ .
4.العَتَمَةُ من اللّيل : بعد غيبوبة الشّفق إلى آخر الثلث الأوّل . وعَتَمَةُ الليل : ظلامُ أوّله عند سقوط نور الشفق (المصباح المنير : ص ۳۹۲ «عتم») .
5.المناكِبُ : قوم دون العرفاء واحدهم مَنكِب ، وقيل : المَنكِبُ : رأس العرفاء (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۳ «نكب») .