465
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

النّاسِ واُمُّهُ قائِمَةٌ تَنتَظِرُهُ ، فَقالَ لَها مُسلِمٌ : يا أمَةَ اللَّهِ اسقيني ، فَسَقَتهُ وجَلَسَ .
فَقالَت لَهُ : يا عَبدَ اللَّهِ اذهَب إلى‏ أهلِكَ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ عادَت فَسَكَتَ .
فَقالَت : سُبحانَ اللَّهِ ، قُم إلى‏ أهلِكَ ! فَقالَ : ما لي في هذَا المِصرِ مَنزِلٌ ولا عَشيرَةٌ .
قالَت : فَلَعَلَّكَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَآوَتهُ ، فَلَمّا دَخَلَ بِلالٌ عَلى‏ اُمِّهِ وَقَفَ عَلَى الحالِ ونامَ. ۱

۴۱۴.الفتوح : دَخَلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ المَسجِدَ الأَعظَمَ لِيُصَلِّيَ المَغرِبَ ، وتَفَرَّقَ عَنهُ العَشَرَةُ ، فَلَمّا رَأى‏ ذلِكَ استوى‏ عَلى‏ فَرَسِهِ ومَضى‏ في بَعضِ أزِقَّةِ الكوفَةِ ، وقَد اُثخِنَ بِالجِراحاتِ ، حَتّى‏ صارَ إلى‏ دارِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، وقَد كانَت فيما مَضَى امرَأَةَ قَيسٍ الكِندِيِّ ، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ مِن حَضرَمَوتَ يُقالُ لَهُ : أسَدُ بنُ البطينِ ۲ ، فَأَولَدَها وَلَداً يُقالُ لَهُ أسَدٌ. ۳
وكانَتِ المَرأَةُ واقِفَةً عَلى‏ بابِ دارِها ، فَسَلَّمَ عَلَيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَرَدَّت عَلَيهِ السَّلامَ ، ثُمَّ قالَت : ما حاجَتُكَ ؟ قالَ : اِسقيني شُربَةً مِنَ الماءِ ، فَقَد بَلَغَ مِنِّي العَطَشُ .
قالَ : فَسَقَتهُ حَتّى‏ رَوِيَ ، فَجَلَسَ عَلى‏ بابِها .
فَقالَت : يا عَبدَ اللَّهِ ، ما لَكَ جالِسٌ ؟ أما شَرِبتَ ؟ فَقالَ : بَلى‏ وَاللَّهِ ، ولكِنّي ما لي بِالكوفَةِ مَنزِلٌ ، وإنّي غَريبٌ قَد خَذَلني مَن كُنتُ أثِقُ بِهِ ، فَهَل لَكِ في مَعروفٍ تَصطَنِعيهِ إلَيَّ ، فَإِنّي رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتِ شَرَفٍ وكَرَمٍ ، ومِثلي مَن يُكافِئُ بِالإِحسانِ .
فَقالَت : وكَيفَ ذلِكَ ، ومَن أنتَ ؟ فَقالَ مُسلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : خَلّي هذَا الكَلامَ وأدخِليني مَنزِلَكِ ، عَسَى اللَّهُ أن يُكافِئَكِ غَداً بِالجَنَّةِ .
فَقالَت : يا عَبدَ اللَّهِ ، خَبِّرنِي اسمَكَ ولا تَكتُمني شَيئاً مِن أمرِكَ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن يُدخَلَ مَنزلي مِن قَبلِ مَعرِفَةِ خَبَرِكَ ، وهذِهِ الفِتنَةٌ قائِمَةٌ ، وهذا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِالكوفَةِ .

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ .

2.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي «اُسيد الحضرمي» .

3.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «بلال بن أسيد» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
464

فَهَرَبَ مُسلِمٌ ، حَتّى‏ دَخَلَ عَلَى امرَأَةٍ مِن كِندَةَ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَاستَجارَ بِها. ۱

۴۱۰.الأخبار الطوال : صَلّى‏ مُسلِمٌ العِشاءَ فِي المَسجِدِ ، وما مَعَهُ إلّا زُهاءُ ثَلاثينَ رَجُلاً ، فَلَمّا رَأى‏ ذلِكَ مَضى‏ مُنصَرِفاً ماشِياً ومَشَوا مَعَهُ ، فَأَخَذَ نَحوَ كِندَةَ ، فَلَمّا مَضى‏ قَليلاً التَفَتَ فَلَم يَرَ مِنهُم أحَداً ، ولَم يُصِب إنساناً يَدُلُّهُ عَلَى الطَّريقِ ، فَمَضى‏ هائِماً عَلى‏ وَجهِهِ في ظُلمَةِ اللَّيلِ ، حَتّى‏ دَخَلَ عَلى‏ كِندَةَ . فَإِذَا امرَأَةٌ قائِمَةٌ عَلى‏ بابِ دارِها تَنتَظِرُ ابنَها - وكانَت مِمَّن خَفَّ مَعَ مُسلِمٍ - فَآوَتهُ وأدخَلَتهُ بَيتَها .
وجاءَ ابنُها ، فَقالَ : مَن هذا فِي الدّارِ ؟ فَأَعلَمَتهُ ، وأمَرَتهُ بِالكِتمانِ. ۲

۴۱۱.تذكرة الخواصّ : جاءَ [مُسلِمٌ‏] إلى‏ بابٍ فَجَلَسَ عَلَيهِ ، فَجاءَتهُ امَرأَةٌ - أو خَرَجَت إلَيهِ - فَقالَ لَها : يا أمَةَ اللَّهِ اسقيني ماءً ، فَسَقَتهُ وقالَت : مَن أنتَ ؟ فَقالَ : أنَا مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَقالَت : اُدخُل ، فَدَخَلَ .
وكانَتِ المَرأَةُ اُمَّ مَولىً لِمُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، فَعَرَفَهُ ابنُها ، فَانطَلَقَ فَأَخبَرَ ابنَ الأَشعَثِ ، فَأَخبَرَ ابنَ زِيادٍ . ۳

۴۱۲.مثير الأحزان : دَخَلَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ‏] المَسجِدَ يُصَلّي ، وطَلَعَ مُتَوَجِّهاً نَحوَ بابِ كِندَةَ ، فَإِذا هُوَ وَحدَهُ لا يَدري أينَ يَذهَبُ ، حَتّى‏ وَصَلَ إلى‏ دورِ بَني جَبَلَةَ ، فَتَوَقَّفَ عَلى‏ بابِ امرَأَةٍ اسمُها «طَوعَةُ» ، وهِيَ تَنتَظِرُ وَلَدَها وَاسمُهُ بِلالٌ ، فَاستَسقاها فَسَقَتهُ ، وأشعَرَها بِأَمرِهِ ، فَأَدخَلَتهُ . ۴

۴۱۳.المناقب لابن شهر آشوب : مَشى‏ [مُسلِمٌ‏] حَتّى‏ أتى‏ إلى‏ بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، كانَت اُمَّ وَلَدِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، فَتَزَوَّجَها اُسَيدٌ الحَضرَمِيُّ فَوَلَدَت لَهُ بِلالاً ، وكانَ بِلالٌ خَرَجَ مَعَ

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ نحوه وراجع : الملهوف : ص ۱۱۹ .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۳۹ .

3.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ .

4.مثير الأحزان : ص ۳۴ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11885
صفحه از 850
پرینت  ارسال به