ويُخَوِّفَهُم ، وأمَرَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ أن يَخرُجَ فيمَن أطاعَهُ مِن كِندَةَ وحَضرَمَوتَ ، فَيَرفَعَ رايَةَ أمانٍ لِمَن جاءَهُ مِنَ النّاسِ ، وقالَ مِثلَ ذلِكَ لِلقَعقاعِ بنِ شَورٍ الذُهلِيِّ ، وشَبَثِ بنِ رِبعِيٍّ التَّميمِيِّ ، وحَجّارِ بنِ أبجَرٍ العِجلِيِّ ، وشِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ الضَّبابِيِّ ، وتَرَكَ وُجوهَ النّاسِ عِندَهُ استِئناساً بِهِم لِقِلّةِ مَن مَعَهُ .
وخَرَجَ اُولئِكَ النَّفَرُ يُخَذِّلونَ النّاسَ ، وأمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ مَن عِندَهُ مِنَ الأَشرافِ أن يُشرِفوا عَلَى النّاسِ مِنَ القَصرِ فَيُمَنّوا أهلَ الطّاعَةِ ويُخَوِّفوا أهلَ المَعصِيَةِ ، فَفَعَلوا ۱ .
۳۹۶.الأخبار الطوال : قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ لِمَن كانَ عِندَهُ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ : لِيُشرِف كُلُّ رَجُلِ مِنكُم في ناحِيَةٍ مِنَ السّورِ ، فَخَوِّفُوا القَومَ .
فَأَشرَفَ كَثيرُ بنُ شِهابٍ ، ومُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، وَالقَعقاعُ بنُ شَورٍ ، وشَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، وحَجّارُ بنُ أبجَرٍ ، وشِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَتَنادَوا : يا أهلَ الكوفَةِ ، اِتَّقوا اللَّهَ ولا تَستَعجِلُوا الفِتنَةَ ، ولا تَشُقّوا عَصا هذِهِ الاُمَّةِ ، ولا تورِدوا عَلى أنفُسِكُم خُيولَ الشّامِ ، فَقَد ذُقتُموهُم ، وجَرَّبتُم شَوكَتَهُم. ۲
۳۹۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : وجَعَلَ رَجُلٌ مِن أصحابِ ابنِ زِيادٍ يُقالُ لَهُ كَثيرُ بنُ شِهابٍ ، ومُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، وَالقَعقاعُ بنُ شَورٍ ، وشَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، يُنادونَ فَوقَ القَصرِ بِأَعلى أصواتِهِم : ألا يا شيعَةَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، ألا يا شيعَةَ الحُسينِ بنِ عَلِيٍّ ، اللَّهَ اللَّهَ في أنفُسِكُم وأهليكُم وأولادِكُم ؛ فَإِنَّ جُنودَ أهلِ الشّامِ قَد أقبَلَت ، وإنَّ الأَميرَ عُبَيدَ اللَّهِ قَد عاهَدَ اللَّهَ لَئِن أنتُم أقَمتُم عَلى حَربِكُم ، ولَم تَنصَرِفوا مِن يَومِكُم هذا ، لَيَحرِمَنَّكُمُ العَطاءَ ولَيُفَرِّقَنَّ مُقاتِلَتَكُم في مَغازي أهلِ الشّامِ ؛ ولَيَأخُذَنَّ البَريءَ بِالسَّقيمِ ، وَالشّاهِدَ بِالغائِبِ ، حَتّى لا يُبقي مِنكُم بَقِيَّةً مِن أهلِ المَعصِيَةِ إلّا أذاقَها وَبالَ أمرِها. ۳