أينَ مُسلِمٌ ؟ قالَ : ما أدري . فَأَمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ مَولاهُ صاحِبَ الدَّراهِمِ فَخَرَجَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَآهُ قُطِعَ بِهِ ، فَقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ! وَاللَّهِ ما دَعَوتُهُ إلى مَنزِلي ، ولكِنَّهُ جاءَ فَطَرَحَ نَفسَهُ عَلَيَّ ، قالَ : إيتِني بِهِ ، قالَ : وَاللَّهِ لَو كان تَحتَ قَدَمَيَّ ما رَفَعتُهُما عَنهُ .
قالَ : أَدنوهُ إلَيَّ ، فَاُدنِيَ فَضَرَبَهُ عَلى حاجِبِهِ فَشَجَّهُ ، قالَ : وأهوى هانِئٌ إلى سَيفِ شُرطِيٍّ لِيَسُلَّهُ ، فَدُفِعَ عَن ذلِكَ .
وقالَ : قَد أحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ في جانِبِ القَصرِ .
وقالَ غَيرُ أبي جَعفَرٍ : الَّذي جاءَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ... .
قالَ عليه السلام : فَبَينا هُوَ كَذلِكَ ، إذ خَرَجَ الخَبَرُ إلى مَذحِجٍ ، فَإِذا عَلى بابِ القَصرِ جَلَبَةٌ سَمِعَها عُبَيدُ اللَّهِ ، فَقالَ : ما هذا ؟ فَقالوا : مَذحِجٌ ، فَقالَ لِشُرَيحٍ : اُخرُج إلَيهِم فَأَعلِمهُم أنّي إنَّما حَبَستُهُ لِاُسائِلَهُ ، وبَعَثَ عَيناً عَلَيهِ مِن مَواليهِ يَسمَعُ ما يَقولُ ، فَمَرَّ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَقالَ لَهُ هانِئٌ : اِتَّقِ اللَّهَ يا شُرَيحُ فَإِنَّهُ قاتِلي ، فَخَرَجَ شُرَيحٌ حَتّى قامَ عَلى بابِ القَصرِ ، فَقالَ : لا بَأسَ عَلَيهِ ، إنَّما حَبَسَهُ الأَميرُ لِيُسائِلَهُ . فَقالوا : صَدَقَ ، لَيسَ عَلى صاحِبِكُم بَأسٌ ، فَتَفَرَّقوا. ۱
۳۷۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى هانِئِ بنِ عُروَةَ - وهُوَ يَومَئِذٍ ابنُ بِضعٍ وتِسعينَ سَنَةً - فَقالَ : ما حَمَلَكَ عَلى أن تُجيرَ عَدُوّي وتَنطَوِيَ عَلَيهِ ؟
فَقالَ : يَابنَ أخي ، إنَّهُ جاءَ حَقٌّ ، هُوَ أحَقُّ مِن حَقِّكَ ، وحَقِّ أهلِ بَيتِكِ .
فَوَثَبَ عُبَيدُ اللَّهِ وفي يَدِهِ عَنَزَةٌ ۲
، فَضَرَبَ بِها رَأسَ هانِئٍ حَتّى خَرَجَ الزُّجُّ وَاغتَرَزَ
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۷ وليس فيه ذيله من «سمعها» ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ كلّها نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۷ .
2.العَنَزة : مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً ، وفيها سنان مثل سنان الرُّّمح (النهاية : ج ۳ ص ۳۰۸ «عنز») .