443
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

بَلَغَكُم مِن قَتلِهِ كانَ باطِلاً ، فَقالَ عَمرٌو وأصحابُهُ : فَأَمّا إذ لَم يُقتَل فَالحَمدُ للَّهِ‏ِ ، ثُمَّ انصَرَفوا. ۱

۳۶۹.تاريخ الطبري عن عيسى بن يزيد الكنانيّ : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى‏ أسماءَ بنِ خارِجَةَ ، ومُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، فَقالَ : إيتِياني بِهانِئٍ ، فَقالا لَهُ : إنَّهُ لا يَأتي إلّا بِالأَمانِ ، قالَ : وما لَهُ ولِلأَمانِ ؟ ! وهَل أحدَثَ حَدَثاً ؟ اِنطَلِقا فَإِن لَم يَأتِ إلّا بِأَمانٍ فَآمِناهُ ، فَأَتَياهُ فَدَعَواهُ ، فَقالَ : إنَّهُ إن أخَذَني قَتَلَني ، فَلَم يَزالا بِهِ حَتّى‏ جاءا بِهِ ، وعُبَيدُ اللَّهِ يَخطُب يَومَ الجُمُعَةِ ، فَجَلَسَ فِي المَسجِدِ وقَد رَجَّلَ ۲ هانِئٌ غَديرَتَيهِ. ۳
فَلَمّا صَلّى‏ عُبَيدُ اللَّهِ ، قالَ : يا هانِئُ! فَتَبِعَهُ ودَخَلَ فَسَلَّمَ ، فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : يا هانِئُ ، أما تَعلَمُ أنَّ أبي قَدِمَ هذَا البَلَدَ فَلَم يَترُك أحَداً مِن هذِهِ الشّيعَةِ إلّا قَتَلَهُ ، غَيرَ أبيكَ وغَيرَ حُجرٍ ، وكانَ مِن حُجرٍ ما قَد عَلِمتَ ، ثُمَّ لَم يَزَل يُحسِنُ صُحبَتَكَ ، ثُمَّ كَتَبَ إلى‏ أميرِ الكوفَةِ : إنَّ حاجَتي قِبَلَكَ هانِئٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَكانَ جَزائي أن خَبَّأتَ في بَيتِكَ رَجُلاً لِيَقتُلَني ؟! قالَ : ما فَعَلتُ ، فَأَخرَجَ التَّميمِيَّ الَّذي كانَ عَيناً عَلَيهِم ، فَلَمّا رَآهُ هانِئٌ عَلِمَ أن قَد أخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ! قَد كانَ الَّذي بَلَغَكَ ولَن اُضَيِّعَ يَدَكَ عَنّي ، فَأَنتَ آمِنٌ وأهلُكَ ، فَسِر حَيثُ شِئتَ .
فَكَبا عُبَيدُ اللَّهِ عِندَها ، ومِهرانُ قائِمٌ عَلى‏ رَأسِهِ في يَدِهِ مِعكَزَةٌ ۴ ، فَقالَ : واذُلّاه ! هذَا العَبدُ الحائِكُ يُؤَمِّنُكَ في سُلطانِكَ ، فَقالَ : خُذهُ ، فَطَرَحَ المِعكَزَةَ وأخَذَ بِضَفيرَتَي هانِئٍ ،

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۸ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۶ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۰ وليس فيه ذيله من «وجعلوا عليه حرساً» ، الملهوف : ص ۱۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۴ وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۳۰ ومقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۲ والفتوح : ج ۵ ص ۴۴ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۲ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۴ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۲.

2.الترجُّل : تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۳ «رجل») .

3.الغدائر : هي الذوائب ، واحدتها : غديرة (النهاية : ج ۳ ص ۳۴۵ «غدر») .

4.العُكّازة : عصا في أسفلها زجّ يتوكّأ عليها الرجل (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۸۰ «عكز») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
442

فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : وإنَّكَ لَهاهُنا ! فَأَمَرَ بِهِ فَلُهِزَ ۱ وتُعتِعَ ۲ بِهِ ، ثُمَّ تُرِكَ فَحُبِسَ . وأمّا مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، فَقالَ : قَد رَضينا بِما رَأَى الأَميرُ ، لَنا كانَ أم عَلَينا ، إنَّمَا الأَميرُ مُؤَدِّبٌ !
وبَلَغَ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ أنَّ هانِئاً قَد قُتِلَ ، فَأَقبَلَ في مَذحِجٍ حَتّى‏ أحاطَ بِالقَصرِ ، ومَعَهُ جَمعٌ عَظيمٌ ، ثُمَّ نادى‏ : أنَا عَمرُو بنُ الحَجّاجِ ، هذِهِ فُرسانُ مَذحِجٍ ووُجوهُها ، لَم تَخلَع طاعَةً ولَم تُفارِق جَماعَةً ، وقَد بَلَغَهُم أنَّ صاحِبَهُم يُقتَلُ فَأَعظَموا ذلِكَ .
فَقيلَ لِعُبَيدِ اللَّهِ : هذِه مَذحِجٌ بِالبابِ ! فَقالَ لِشُرَيحٍ القاضي : اُدخُل عَلى‏ صاحِبِهِم فَانظُر إلَيهِ ، ثُمَّ اخرُج فَأَعلِمهُم أنَّهُ حَيٌّ لَم يُقتَل ، وأنَّكَ قَد رَأَيتَهُ ، فَدَخَلَ إلَيهِ شُرَيحٌ فَنَظَرَ إلَيهِ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَنِي الصَّقعَبُ بنُ زُهَيرٍ عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ شُرَيحٍ ، قالَ : سَمِعتُهُ يُحَدِّثُ إسماعيلَ بنَ طَلحَةَ ، قالَ : دَخَلتُ عَلى‏ هانِئٍ ، فَلَمّا رَآني قالَ : يا لَلَّهِ ، يا لَلمُسلِمينَ ! أهَلَكَت عَشيرَتي ؟ فَأَينَ أهلُ الدّينِ ؟ وأينَ أهلُ المِصرِ ؟ تَفاقَدوا ! يُخَلّوني وعَدُوَّهُم وَابنَ عَدُوِّهِم ! وَالدِّماءُ تَسيلُ عَلى‏ لِحيَتِهِ ، إذ سَمِعَ الرَّجَّةَ عَلى‏ بابِ القَصرِ ، وخَرَجتُ وَاتَّبَعَني ، فَقالَ : يا شُرَيحُ ، إنّي لَأَظُنُّها أصواتَ مَذحِجٍ ، وشيعَتي مِنَ المُسلِمينَ ، إن دَخَلَ عَلَيَّ عَشرَةُ نَفَرٍ أنقَذوني .
قالَ : فَخَرَجتُ إلَيهِم ومَعي حُمَيدُ بنُ بُكَيرٍ الأَحمَرِيُّ ، أرسَلَهَ مَعيَ ابنُ زِيادٍ ، وكانَ مِن شُرَطِهِ ، مِمَّن يَقومُ عَلى‏ رَأسِهِ ، وَايمُ اللَّهِ ، لَولا مَكانُهُ مَعي ، لَكُنتُ أبلَغتُ أصحابَهُ ما أمَرَني بِهِ .
فَلَمّا خَرَجتُ إلَيهِم قُلتُ : إنَّ الأَميرَ لَمّا بَلَغَهُ مَكانُكُم ومَقالَتُكُم في صاحِبِكُم ، أمَرَني بِالدُّخولِ إلَيهِ ، فَأَتَيتُهُ فَنَظَرتُ إلَيهِ ، فَأَمَرني أن ألقاكُم وأن اُعلِمَكُم أنَّهُ حَيٌّ ، وأنَّ الَّذي

1.اللَّهزُ : الضرب بجمع اليد في الصدر (الصحاح : ج ۳ ص ۸۹۵ «لهز») .

2.التَّعْتَعَةُ : الحركة العنيفة ، وقد تعتعه : إذا عتله وأقلقه (لسان العرب : ج ۸ ص ۳۵ «تعع») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8699
صفحه از 850
پرینت  ارسال به