ثُمَّ إنَّ مَعقِلاً - مَولَى ابنِ زِيادٍ الَّذي دَسَّهُ بِالمالِ إلَى ابنِ عَقيلٍ وأصحابِهِ - اختَلَفَ إلى مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ أيّاماً ، لِيُدخِلَهُ عَلَى ابنِ عَقيلٍ ، فَأَقبَلَ بِهِ حَتّى أدخَلَهُ عَلَيهِ بَعدَ مَوتِ شَريكِ بنِ الأَعوَرِ ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُ كُلَّهُ ، فَأَخَذَ ابنُ عَقيلٍ بَيعَتَهُ ، وأمَرَ أبا ثُمامَةَ الصائِدِيَّ فَقَبَضَ مالَهُ الَّذي جاءَ بِهِ .
وهُوَ [أي أبو ثُمامَةَ] الَّذي كانَ يَقبِضُ أموالَهُم ، وما يُعينُ بِهِ بَعضُهُم بَعضاً ، يَشتَري لَهُمُ السِّلاحَ ، وكانَ بِهِ بَصيراً ، وكانَ مِن فُرسانِ العَرَبِ ووُجوهِ الشّيعَةِ .
وأقبَلَ ذلِكَ الرَّجُلُ يَختَلِفُ إلَيهِم ، فَهُوَ أوَّلُ داخِلٍ وآخِرُ خارِجٍ ، يَسمَعُ أخبارَهُم ويَعلَمُ أسرارَهُم ، ثُمَّ يَنطَلِقُ بِها حَتّى يَقِرَّها في اُذُنِ ابنِ زِيادٍ. ۱
۳۶۵.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر[ الباقر ] عليه السلام : دَعا [ابنُ زِيادٍ ]مَولىً لَهُ فَأَعطاهُ ثَلاثَةَ آلافٍ ، وقالَ لَهُ : اِذهَب حَتّى تَسأَلَ عَنِ الرَّجُلِ الَّذي يُبايِعُ لَهُ أهلُ الكوفَةِ ، فَأَعلِمهُ أنَّكَ رَجُلٌ مِن أهلِ حِمصَ ، جِئتَ لِهذَا الأَمرِ ، وهذا مالٌ تَدفَعُهُ إلَيهِ لِيَتَقَوّى . فَلَم يَزَل يُتَلَطَّفُ ويُرفَقُ بِهِ حَتّى دُلَّ عَلى شَيخٍ مِن أهلِ الكوفَةِ يَلِي البَيعَةَ ، فَلَقِيَهُ فَأَخبَرَهُ .
فَقالَ لَهُ الشَّيخُ : لَقَد سَرَّني لِقاؤُكَ إيّايَ وقَد ساءَني ، فَأَمّا ما سَرَّني مِن ذلِكَ ، فَما هَداكَ اللَّهُ لَهُ ، وأمّا ما ساءَني ، فَإِنَّ أمرَنا لَم يَستَحكِم بَعدُ ؛ فَأَدخَلَهُ إلَيهِ فَأَخذَ مِنهُ المالَ وبايَعَهُ ، ورَجَعَ إلى عُبَيدِ اللَّهِ فَأَخبَرَهُ. ۲
۳۶۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : دَعا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ مَولىً لَهُ يُقالُ لَهُ مَعقِلٌ ، فَقالَ : هذِهِ ثَلاثَةُ
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۷ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۰ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۹ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۲ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۶ ومروج الذهب : ج ۳ ص ۶۷ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۳ .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۷ ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱ والثلاثة الأخيرة نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۳۲ .