۴ / ۹
خُطبَةُ ابنِ زيادٍ في مَسجِدِ الكوفَةِ وتَحذيرُهُ النّاسَ مِن مُخالَفَتِهِ
۳۲۴.تاريخ الطبري عن أبي ودّاك : لَمّا نَزَلَ [ابنُ زِيادٍ] القَصرَ نودِيَ الصَّلاةُ جامِعَةٌ ، قالَ : فَاجتَمَعَ النّاسُ ، فَخَرَجَ إلَينا فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ - أصلَحَهُ اللَّهُ - وَلّاني مِصرَكُم وثَغرَكُم ، وأمَرَني بِإِنصافِ مَظلومِكُم ، وإعطاءِ مَحرومِكُم ، وبِالإِحسانِ إلى سامِعِكُم ومُطيعِكُم ، وبِالشِّدَّةِ عَلى مُريبِكُم ۱ وعاصيكُم ، وأنَا مُتَّبِعٌ فيكُم أمرَهُ ، ومُنَفِّذٌ فيكُم عَهدَهُ ، فَأَنَا لِمُحسِنِكُم ومُطيعِكُم كَالوالِدِ البَرِّ ، وسَوطي وسَيفي عَلى مَن تَرَكَ أمري ، وخالَفَ عَهدي ، فَليُبقِ امرُؤٌ عَلى نَفسِهِ ، اَلصِّدقُ يُنبِئُ عَنكَ لَا الوَعيدُ ! ثُمَّ نَزَلَ . ۲
۳۲۵.الأخبار الطوال : نَظَرَ ابنُ زِيادٍ مِن تَباشيرِهِم بِالحُسَينِ عليه السلام إلى ما ساءَهُ ، وأقبَلَ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، ونودِيَ فِي النّاسِ فَاجتَمَعوا ، وصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا أهلَ الكوفَةِ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد وَلّاني مِصرَكُم ، وقَسَّمَ فَيأَكُم فيكُم ، وأمَرَني بِإِنصافِ مَظلومِكُم ، وَالإِحسانِ إلى سامِعِكُم ومُطيعِكُم ، وَالشِّدَّةِ عَلى عاصيكُم ومُريبِكُم ، وأنَا مُنتَهٍ في ذلِكَ إلى أمرِهِ ، وأنَا لِمُطيعِكُم كَالوالِدِ الشَّفيقِ ، ولِمُخالِفِكُم كَالسَّمِّ النَّقيعِ ۳ ، فَلا يُبقِيَنَّ أحَدٌ مِنكُم إلّا عَلى نَفسِهِ .
1.الرِّيبةُ والرَّيْبُ : الشكّ والظنّة والتُهمة (لسان العرب : ج ۱ ص ۴۴۲ «ريب») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۸ ، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۶ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۱ كلّها نحوه وراجع : الملهوف : ص ۱۱۴ .
3.السمُّ الناقِع : أي القاتل (النهاية : ج ۵ ص ۱۰۹ «نقع») .